فوزية الجار الله
اطلعت منذ فترة على مقطع نشر على «اليوتيوب» تضمن حديثًا موجهًا من امرأة من المغرب العربي تتحدث بمنتهى الفخر والثقة بأنها استطاعت الحصول على المال عبر الإنترنت، وقد كانت قبل عامين شبه معدمة، والآن أصبحت تملك سيارة فخمة ومنزلاً في دبي بفضل الله ثم العمل على الإنترنت، تابعت حديثها جيدًا لعلي أصل إلى الوصفة السحرية التي جعلتها لا تعاني مشكلات مالية، بل إنها أصبحت ثرية!
أخذتنا إلى قريتها في شمال إفريقيا (المغرب العربي) وأخذت تستعرض الموطن الذي كانت تعيش فيه وكيف كانت أحوالها في الماضي، كانت حياة بسيطة متقشفة! حسنًا لقد استوعبنا ذلك.. لكن ماذا فعلت عبر الإنترنت؟ لا نعلم! لعلها كانت تشير بدون تصريح إلى «شركة الفوركس» التي تتضمن تداول العملات وربما الأسهم بيعًا وشراء.. لكن هذه تبدو شائكة وصعبة، ليست متاحة للجميع لسببين مهمين:
أولهما: أن لكل ميوله وقد لا يستهوي البعض أن يقتطع من وقته زمنًا لا يقل عن ساعتين يوميًا وربما أكثر للتحديق في الشاشة وإجراء عمليات البيع والشراء.
ثانيًا: هناك ما يشبه الارتياب في أن مثل هذه العمليات ربما يدخل ضمن طياتها غسل الأموال فأنت تبيع وتشتري عبر الإنترنت ولا تعلم شيئًا عن تلك الشخصيات التي تتعامل معها ولا تعرف خلفياتهم المعرفية والاجتماعية ولا تلك العمليات التي يسوقون لها.
وفي مضمار زيادة الدخل يقترح البعض عليك أن تلج حقل المسابقات الثقافية أو العامة فقد تأتيك بثروة عظيمة لم تتوقعها، كل ما عليك أن تثقف نفسك قليلاً وتقرأ كثيرًا في معظم المجالات ثم تقتحم مجال إحدى المسابقات وربما يأتيك ما لم تتوقع! لعل المسابقات التلفزيونية هي الأكثر ربحًا، لكن ليس كل الأفراد بستهويهم الظهور المعلن على شاشة التلفاز سواء كانوا رجالاً أو نساء.
أخيرًا - في هذا الصيف- تم عرض مسابقة من خلال أحد تطبيقات «الهاتف الجوال»، الجائزة عبارة عن مبلغ مالي يمكن الشراء منه عبر الإنترنت من واحد أو أكثر من المحال التجارية المساهمة في المسابقة، العجيب في هذه المسابقة أنها سريعة لا تستغرق سوى بضع دقائق، أما الأسئلة فمعظمها بالغة الصعوبة، فالأسئلة تأتي من كل حدب وصوب وفي كافة المجالات، قد تأتي حول الأغاني أو شخصيات أفلام الكارتون وقد تأتي حول معلومات تاريخية أو فضائية، وهنا تأتي الصعوبة فلا يوجد إنسان يجمع بين كافة هذه المعارف والعلوم في وقت واحد، هذا إذا علمنا أنك حين تخطئ في إجابة واحدة تخرج من المسابقة، أما في حال الفوز فيتم تقسيم المبلغ النقدي على كافة الفائزين، وكلما زاد عدد الفائزين قل نصيب الفرد الواحد، ومن الطرائف أن الجائزة بلغت في إحدى المرات لكل فرد 47 في المائة من الريال، كتبت الرقم كتابة حرصًا على عدم الخطأ في الطباعة، فمثل هذا المبلغ ينبغي عدم الخطأ فيه، السؤال أخيرًا: ما هو الهدف من هذه المسابقات؟ عليك أن تختار:
- زيادة ثروة المتابعين.
- الترويج لتطبيق الجوال وأيضًا للقائمين عليه.
- تسلية المتابعين وملء فراغهم بما هو مفيد
- لا شيء مما ذكر.