سهوب بغدادي
العقل السليم في الجسم السليم. لطالما رددنا وسمعنا هذه المقولة العميقة، ولكن التطبيق متشعب وصعب التنفيذ؛ فالجميع يعلم أن أي نشاط بدني أو حمية غذائية أو التغيير بشكل عام أمرٌ مرهق، ويتطلب صبرًا وعزيمة، فكيف يستطيع الإنسان تحقيق الصحة البدنية والعقلية معًا؟ علمًا بأن الأنشطة البدنية تساعد على الشعور بالسعادة نظرًا لإفراز الجسم هرمون الإندروفين المسؤول عن الشعور بالاسترخاء وتقليل الشعور بالألم وتعزيز المناعة للجسم بشكل عام. لو كان بإمكاننا اقتناء قوارير معبأة بالسعادة لفعلنا. وفي هذا الصدد أذكر ملاحظتي الشخصية عن انتشار ثقافة الرياضة، وأسلوب الحياة الذي يتخلله النشاط والحيوية. فيما يمتاز مناخنا في الصيف بشدة الحر والجفاف يهرع العديد من الشباب والشابات إلى الأندية الرياضية المكيفة، في حين تكثر الأنشطة الحركية في فصلَي الربيع والشتاء؛ فنرى المشاة في كل مكان، وتزداد الأنشطة اللافتة كمجموعات ركوب الدراجات و(الهايكنق)، وما إلى ذلك من الأنشطة الفريدة، إضافة إلى انتشار الفرق والأندية في أغلب الجامعات في المملكة، خاصة رياضة الطالبات في السنوات القريبة الماضية. وأذكر هنا مفاجأتي بطالبة في جامعة الملك سعود بمدينة الرياض، تدعى ليان القحطاني، تهوى هذه الرياضة إلى أن أضحى شغفها واضحًا للجميع بفريقها ومبارياتها القادمة مع فرق منافسة من الجامعة نفسها وجامعات أخرى.
بالتأكيد إن الأندية الرياضية توفر نوعية معينة من التمارين التي تهم فئات محددة، في حين ترتفع أسعار تلك الأندية النسائية بشكل عام؛ لتصل إلى أسعار خيالية، إلا أن النشاط والحركة ليسا حكرًا على الأندية مع انتشار الوعي والثقافة الرياضية في المملكة؛ فهنالك دومًا مساحة من الإبداع فيما يتعلق بالرياضة؛ فقد يستعين الشخص بقنوات اليوتيوب عوضًا عن الذهاب إلى النادي أو الاعتماد على مدرب خاص، وكذلك كيفية تحويل الأنشطة اليومية إلى نشاط رياضي مفيد كصعود الموظف السلالم عوضًا عن استخدام المصعد.. وهكذا.
في الختام أنادي الجهات المعنية بمساعدة أبناء الوطن على نشر هذه الثقافة بطريقة جاذبة عن طريق تحديد سقف أسعار الأندية الرياضية بالنسبة للرجل والمرأة على حد سواء، وتوفير طرق مشاة في الشوارع، والاعتناء بالطرقات المتعارف عليها للرياضة بتوفير بخاخات رذاذ الماء والمراوح بامتداد هذه الطرقات.