مها محمد الشريف
صفوة القول ليس العام الدراسي الجديد فقط وإنما هي تلك الفرحة وذلك الأفق بكل احتمالاته ومعرفة ترابطه بين كل الأشياء، بداية من الوزارة والإدارة إلى المعلم والطالب من منطلق الوقوف على دور كل منهم في بناء المسيرة التعليمية التي تتمثل أساسًا في إعطاء الصورة الحقيقية عن الدور العظيم الذي يقوم به المعلم في بناء المجتمع ومسؤولياته ودوره بتحقيق الرؤية.
لا يمكن حصر مهمة المعلم في بعد واحد من أبعاده الأساسية، فالذّات المتعلّمة تملك الكرامة وتفرض الاحترام في أغلب ما طرح، وتحمل رؤى تعليميّة حديثة من خلال دعمها وفق مسار الوعي الذي ينتجها حقل التعليم، وهي بالضرورة ذات فاعلة حينما تتلقى العلوم من غيرها أو متفاعلة مع ذوات أخرى في نشر ثقافة المواطنة الرقمية.
في البيت والمدرسة والحاجة الملحة لإدراك الأساس الذي تقوم عليه المهارات والمعارف وإعداد المواطن الرقمي الذي نقول عنه مهمة رئيسة بالنسبة لذاته وبالنسبة للآخرين من حيث القيمة، فقد أصبح ضرورة مُلحة للتطورات العلمية الراهنة وتحدياتها، بما يحقق منهجًا خاضعًا لشروط تحكم وعيه ومتطلباته، فهو بلا شك قيد لحظات يتجدد فيها الإدراك عبر الأيام ويتوق لعام جديد ارتقت به مخيلتنا تفكر بالمستقبل كصفحات مضيئة تواكب الدول المتقدمة لتطوير واستكمال عناصر هذه الثقافة ومفهومها.
إذا ما تأملنا العالم اليوم الذي يعيش نهضة علمية عظيمة، وتقدمًا في مجال الاتصال وتقنية المعلومات، فإنه يتبادر إلى ذهننا علامات التطور العلمي والتقني والمقياس الحقيقي للتنافس الدولي نحو التنمية الشاملة، وكيف يواكب الطالب أو الطالبة هذه النهضة السريعة والمتلاحقة في المجال العلمي والتقني.
من هنا، نلاحظ توجّهًا عالميًّا نحو التعلّم الإلكتروني الذي يؤكد معطيات التجربة من جهة ثمارها ونتائجها الإيجابية، إيمانًا بأهميته والاستفادة من مزاياه وتطبيقاته التفاعلية المتنوعة في مجال التعليم وصناعة المعرفة، فالعلم لا ينفصل عن ذات العالم، حيث تتمكن الذات من إدراك مباشر يرتبط بوعي ونشاط الفرد وانخراطه في المجتمع وقضاياه إذا تلقى الخصائص العلمية بشكلها الصحيح، لتحقيق أهداف المنظومة التعليمية ورفع مستوى التحصيل الدراسي، وتأهيله لمواجهة متغيرات الحياة العصرية، وتقليص الفجوة بين المعلم والطالب لكي تتحقق الغايات التي يعمل الإنسان من أجل بلوغها.
يجري القول عادة بأن المعلم هو المسؤول عن دوره الرائد والمؤثر من خلال الأهداف التي ينوي تحقيقها، والتي تندرج تحت قواعدها العامة من تقارير وتقييمات، فمعنى ذلك أنه أمام مسؤولية ضخمة، ولا بد من توفير الأدوات للمعلم في ضوء التكنولوجيا كونها الشكل العام للإنتاج المادي لأنها تتحكم بالثقافة بأسرها، فجيل اليوم هو العلاقة بين التقنية والعلم، إذ لا بد أن يوجد اهتمام متزايد بتحسين المواطنة الرقمية في المدارس والمؤسسات التعليمية ضمن بيئة قانونية أخلاقية تحدث تحولاً عميقًا في بنية التعليم وإعداد مواطن عصري يستطيع التعامل مع العالم الرقمي.