محمد عبد الرزاق القشعمي
عندما كانت وزارة التعليم العالي تعد لمعرض الرياض الدولي للكتاب (23 محرم-2 صفر 1427هـ 22 فبراير- 3 مارس 2006م) رأى المسؤولون أن يصاحب المعرض أنشطة ثقافية وتكريم لرواد المؤلفين. وكلفت مع الدكتورين يحيى محمود بن جنيد، وزياد بن عبدالله بن إدريس بتحديد أسماء وتراجم لمن سيتم تكريمهم. وكان من بينهم الشيخ هاشم بن سعيد بن علي النعمي لتأليفه كتاب (تاريخ عسير في الماضي والحاضر) عام 1375هـ. وكان من شروط اختيار من سيكرم من المؤلفين، أن يكون قد مضى على إصدار كتابه أربعون عاماً. وقد استضافت الوزارة المكرمين، وكان من بينهم فانتهزت الفرصة ودعوته لزيارة مكتبة الملك فهد الوطنية والتسجيل معه في برنامج (التاريخ الشفهي للمملكة) ولبى الدعوة يوم 23/1/1427هـ/ 22/2/2006م، وتم التسجيل معه ومما قاله:
إنه ولد بقرية العكاس بعسير عام 1340هـ، وفي السابعة من عمره التحق بكُتّاب القرية فقرأ القرآن ومبادئ التوحيد والفقه والتجويد على يد العالم الورع الشيخ محمد الحاج. وعندما فتحت أول مدرسة ابتدائية بمدينة أبها التحق بها وأتم تعليمه الابتدائي عام 1357هـ وكان الوقت مبكراً لم يحن لافتتاح مدارس ما فوق الابتدائية، فذهب إلى مكة المكرمة والتحق بحلقات الحرم الشريف، وجلس على عدة علماء من علماء الحرم ونال قدراً كبيراً في علم الحديث والتفسير واللغة العربية.
ولازم الشيخ كرامة الله البخاري في قواعد اللغة كالنحو والصرف، وتخرج به ثم عاد إلى مدينة أبها وأخذ على يد عالمها ورئيس محاكمها الشيخ عبدالله بن يوسف الوابل وتخرج به في العلوم الشرعية والفرائض.
وفي عام 1364هـ عين مدرساً بمدرسة أبها الابتدائية، الوحيدة وقتها بأبها. وفي عام 1376هـ نقل قاضياً بمحكمة رجال ألمع.
وفي عام 1382هـ نقل رئيساً لمحكمة أبها المستعجلة. وفي عام 1412هـ أحيل على التقاعد لبلوغه السن القانونية.
وقال إنه قد ألف تاريخ عسير في الماضي والحاضر عام 1375هـ وقد أعادت طبعه دارة الملك عبدالعزيز.
كما ألف (أبها) ضمن سلسلة (هذه بلادنا) التي تصدرها رعاية الشباب.
وقال إن لديه مخطوطات لم تنشر بعد، ذكر منها:
- رحلة بين أبها وجرش.
- التيسير في أنساب قبائل منطقة عسير.
وقد أهداني نسخة قديمة من كتابه (تاريخ عسير في الماضي والحاضر) في طبعته الأولى وقد كتب على الغلاف (تاريخ عسير في الماضي والحاضر.. الجزء الأول والثاني والثالث) تأليف هاشم بن سعيد النعمي.. قاضي رجال ألمع.. تقريض الأديب زاهر بن عواض الألمعي، بكلية الشريعة بالرياض.
لئن كان للتاريخ عقد لآلئ
فجوهره ماضي عسير وحاضره
فقد حبرته للبرايا أنامل
لبحر غزير لا تُنال مداركه
وقد قرضه الأستاذ الحسن الحفظي، مختتماً كلامه بقوله: «.. كما يستحق المؤلف منا ومن كل مواطن كل تقدير واعتزاز بل كل احترام، هذا ويطيب لي أن أذكر هنا معلومات موجزة عن حياة المؤلف.. فقال إنه ولد عام 1339هـ في قرية العكاس من ضواحي أبها.. وذكر من سبق أن ذكرهم من مشايخه إلا أنه أضاف: «.. وأخذ على يد الشيخ صالح التويجري في العلوم الدينية والفرائض، وعين لأول مرة إماماً لمسجد مقابل بأبها وعضواً لهيئة الأمر بالمعروف، ثم انتقل مدرساً بمدرسة أبها... وكان مولعاً جداً بالمطالعة والبحث والمناقشة مع العلماء والمثقفين ولاسيما في علم التاريخ فكان نتيجة ذلك أن عمل في تأليف هذا الكتاب التاريخي الخاص بإقليم عسير تناول البحث فيه عن جغرافية الإقليم وأهم مدنه وأشهر قبائله وأحوال أهله الاجتماعية والسياسية والتقاليد والعادات القبلية، وله بحث في شرح بلوغ المرام اسماه تنوير الأفهام بشرح أحاديث بلوغ المرام، وله رسالة أسماها النصيحة الرجاحة في تحريم العقائر على الموتى والنياحة.. حازت موافقة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم بخطابه رقم 728 في 10/1/1375هـ أكثر الله من أمثال هذا المؤلف ووفقنا وإياه. الحسن الحفظي».
وقد ترجم له الدكتور علي جواد الطاهر في (معجم المطبوعات العربية.. المملكة العربية السعودية) ج2 قائلاً: «هاشم بن سعيد النعمي: قاضي رجال ألمع. ينتهي نسبه إلى الحسن المثنى بن الحسن السبط. ولد عام 1339هـ في قرية العكاس من ضواحي أبها..
عين لأول مرة إماماً لمسجد مقابل.. ثم انتقل مدرساً بمدرسة أبها.. وفي عام 1376هـ عين قاضياً، وفي عام 1378هـ انتقل إلى قضاء رجال ألمع – هذه المعلومات مستقاة من كتابه..
1 - تاريخ عسير في الماضي والحاضر: جدة. مؤسسة الطباعة والصحافة. د.ت (حاز الكتاب على موافقة مفتي الديار السعودية 1375هـ ثلاثة أجزاء في مجلد واحد، 4، 276 + 6ص من مصادره: تاريخ عسير لحسن عبد الرحمن الحفظي. (نفح العود في سيرة الشريف حمود). (تاريخ الماضي) لتركي محمد الماضي، (تاريخ العرب والمسلمين) لمحمد حسين عبدالرحيم عرب. (شعراء الجنوب) للعقيلي، (ديوان الحفظي). لم يميز في مصادره المطبوع من المخطوط ص539).
كما ترجم له الأستاذ أحمد سعيد بن سلم في (موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين خلال ستين عاماً) «السيد هاشم سعيد النعمي: تعلم على يد المشايخ في المساجد، وقد عمل في القضاء في كثير من محاكم عسير لأكثر من 40 سنة، وقد أشتهر بالعدل والصدق ومحاولة الإصلاح بين الناس حيث عين في القضاء منذ عام 1367هـ.
من مؤلفاته:
1 - تاريخ عسير في الماضي والحاضر، وقد ربط بين الماضي والحاضر والحوادث التي جرت في عسير منذ أن دخلت الدولة السعودية في دورها الأول عسير، وربط الحوادث ببعضها البعض حتى وقتنا الحاضر.
2 - عسير بين الجغرافيا والتاريخ، ذكر المؤلف سبب تأليف الكتاب أنه رأى أناساً يتطفلون على جغرافية المنطقة فحاول الكتابة في هذا الموضوع، وقد اشتمل الكتاب على مقدمة، وقد وضح حدود الحجاز الجغرافية للمنطقة وهي (طلحة الملك) التي تقع على الحدود السعودية اليمانية اليوم.
وقد تطرق إلى حالة المنطقة الاجتماعية والجغرافية والزراعية ومناخها، وقد زود بالخرائط والرسوم التوضيحية، وقد حاول المؤلف تعريف اسم المنطقة القديم.
3 - معجم جغرافي. حيث ذكر مواقع القرى أقسامها الإدارية التي تقع عليها. كما ذكر فيه معالم الجبال المشهورة وبعض أماكن المعادن الموجودة في المنطقة.
4 - الحالة الأدبية في عسير. وقد حاول أن يسلط الضوء على الحالة الأدبية في المنطقة خلال مائتي عام بالإضافة إلى أنه يحتوي على بعض المشاهد عن الزراعة والحرف اليدوية وأماكن تواجد الوحوش.
كما ترجم له أيضاً في الكتيب الذي أصدرته وزارة التعليم العالي بمناسبة معرض الكتاب الدولي بعنوان: (رواد المؤلفين السعوديين)، وقد كرم على كتابه (تاريخ عسير) المشار إليه. وذكر أنه قد أصدر كتاباً باسم (شذا العبير من تراجم علماء وأدباء ومثقفي منطقة عسير) عام 1415هـ.