فيصل خالد الخديدي
إنكار الذات والعمل من أجل الصالح العام سلوك نبيل وفعل نادر، لا يتحلى به إلا من كان على قدر كبير من الثقة بذاته ويحمل قلباً محباً للجميع يتجاوز كل الأحقاد ويسمو على الضغائن وينأى عن الصغائر.. وقلة من البشر الذين يعملون على فتح أبواب الخير لغيرهم ونشر الضياء لمن حولهم من كل نافذة يستطيعون، والساحة التشكيلية المحلية بحاجة كبيرة لمثل هذا السلوك النبيل والعمل في أجواء من الألفة والمحبة وتقديم الخير للغير وإبراز جهود الآخرين والعمل على مد التعاون مع كل جهة يسمح المجال التعاون معها ولعل هذه السمات وأكثر تحلى بها التشكيلي والكاتب والمحرر خيرالله زربان، فالبرغم من عمله إعلامياً في عدة صحف ومجلات -مثل عكاظ والبلاد ومجلة جدة ومجلة هاجس ومجلة رؤى ومجلة أهلا وسهلاً ومجلة الأعلام والاتصال ومجلة تاله ومجلة سارد وحالياً محرر ثقافي بجريدة المدينة-؛ إلا أنه لم يجعل من نفسه محوراً لهذه الكتابات ولم يبرز جهوده ويكتب عنها، بل نذر قلمه لخدمة الفنانين وطرح قضاياهم وإبراز جهودهم وفتح المجال لهم بالتعبير عن آرائهم بشكل إيجابي ومحفز للساحة بجميع أجيال ومستويات فنانيها.
بادر خيرالله بفتح العديد من النوافذ ليشرق منها نور الفن للجميع، من خلال عمله بأكثر من لجنة في التعليم وفي جمعية الثقافة والفنون ولعل أبرزها والتي يشتغل عليها حالياً بكل صمت وإبداع لجنة الفنون البصرية بنادي جدة الأدبي، فخلق مساحة محترمة للفن مع زملائه في النادي ولم تكاد تخلو أمسية أو ندوة بالنادي من معرض أو ورشة خط عربي مصاحبة للفعالية، بل أفرد الفنون البصرية بالنادي ببرنامج غني وثري لأكثر من عام بين ندوات ومعارض وورش عمل في الفنون التشكيلية والخط العربي وطباعة كتب وتنظيم مسابقات ومستمر في مبادراته المميزة تحت مظلة النادي, ويمتد عطاؤه ويثمر للعديد من المنجزات منها تأليفه لثلاثة كتب ومتابعته لمستجدات الساحة والكتابة عنها ودعم المواهب الشابة وتقديمها والاهتمام بأصحاب الخبرة من الفنانين وإبراز تجاربهم وتقديمهم في البرامج التي يشرف عليها، هذا جزء من كثير قدمه خير الله وهي وقفة احترام لما يقدم من جهود واعترافاً بعطائه المثمر في الساحة التشكيلية المحلية.