محمد المنيف
صفية بن زقر التي حظيت بتكريم على أعلى مستوى في المهرجان الوطني للتراث في دورته الواحدة والثلاثين من يد خادم لحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمنحها وسام الملك عبدالعزيز نظير خدمتها للتراث السعودي من خلال إبداعاتها التشكيلية كافياً لاختصار آلاف الكلمات عن هذه الرائدة التي وظفت وقتها ومالها خدمة للوطن بدءاً بتسجيل عادات وتقاليد وتراث مناطق المملكة وصولاً إلى تخصيصها دار صفية المكونة من ثلاثة أدوار في مدينة جدة أصبحت الدار بما فيها من تراث في لوحاتها أو ما جمعته من ألبسة ومنسوجات ومشغولات يدوية تراثية توزعت في أركان الدار.
ولم يتوقف عطاؤها على هذا الإرث العظيم، بل سخرت وقتها للأجيال الجديدة من الأطفال والموهوبين، فأقامت لهم الدورات والورش لتعليمية وفتحت باب الدار لزيارة أبناء المجتمع وفي مقدمتهم الطلبة والطالبات من مختلف مستويات التعليم ومدارسه.
لقد بذلت الفنانة صفية كما جاء في سيرتها الإبداعية كل الجهد لتوثيق الفولكلور والمظاهر الاجتماعية والثقافية والمعمارية في السعودية من خلال أعمالها ودارتها، وكانت أكثر الأشياء الغالبة على أعمالها هي الواقعية المقتبسة من الحياة الشعبية اليومية.
ويعتبر من أبرز المحطات التي مرت بها «صفية» هو اقتناء المتحف البريطاني في لندن عدد من أعمالها والتي كانت تضم ألبوماً من 38 صورة إتشنج «حفر» وثقت من خلالها التراث الملبسي في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى 4 أعمال أخرى إتشنج، واسكتش بالفحم، ودفتر اسكتشات خاص بها، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها المتحف البريطاني في لندن هذه الأعمال التي تجسد التراث الملبسي لمختلف مناطق المملكة، بالإضافة لأعمال أخرى للفنانة تقديراً لمسيرتها الطويلة ورسالتها الحضارية من خلال الفن التشكيلي.
ويتميز أسلوب صفية بن زقر ببساطة التكوين وقوة البناء والاهتمام بالكتل والأحجام، وقد نوعت أدواتها الفنية بتنوع موضوعاتها مراعية التجانس والانسجام ما بين العمل والمادة المستخدمة في تنفيذه، وتفضل استخدام خامات الباستيل والألوان المائية والألوان الزيتية.
الجدير بالذكر أن دارة الفنانة صفية بن زقر أصبحت مزاراً لضيوف جدة من المهتمين بالثقافة والإبداع وعلى مستوى عال منهم رؤساء وملوك دول ووفود دبلوماسية.