منذ البدايات الأولى لتحقيق رؤية المملكة 2030، والكل يرى بأن إمارات المناطق جزء لا يتجزأ من تحقيق عناصر وأهداف هذه الرؤية، وأن أمراء المناطق هم ركيزة أساسية ومحرك مهم، يسهم بشكل كبير في المتابعة والتسريع من خطى الإنجاز.
من يلاحظ اختلاف الأدوار التي يقوم بها الأمراء حالياً عن السابق، يدرك تماماً مدى إيمانهم ووعيهم وإحساسهم بالمسؤولية نحو الاهتمام باحتياجات المواطن من خدمات، والعمل على تحقيق خطط الدولة المدروسة والمجدولة، إضافة إلى متابعة ما تنفذه من مشروعات ضخمة في كل القطاعات الخدمية، وكل ذلك دون تأخير أو تعثر في ظل متابعة القيادة العليا لحجم الإنجاز.
أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر منذ فترة ليست بالقصيرة وهو يبعث رسائل ذكية لمسؤولي الإدارات الحكومية في المنطقة بأن يتخلوا لبضع الوقت عن كراسي مكاتبهم ويتوجهوا إلى المحافظات والمراكز للاطلاع على واقع الاحتياج وحجم المنجز، والاستماع إلى الناس والإنصات إلى شكواهم وهموهم، ومعايشة بعض من تفاصيل حياتهم، هكذا يفعل الأمير خلال زياراته المفاجئة التي يقوم بها والخالية من مراسم الاحتفالات التي ترتبها المحافظات والمراكز بعناية احتفاء بسموه.
عندما خلع الأمير بشته ومشى على قدميه باتجاه الساكنين في بعض الأماكن الوعرة بتضاريسها، وأخذ يستمع منهم ويناقش مطالبهم هو في الحقيقة يبعث رسالة للمسؤولين في المنطقة فحواها: أنه لا وقت لدينا للجلوس على الكراسي وفي المكاتب المخملية إذا ما أردنا تحقيق رؤية رأس مالها الأغلى المواطن.
أخيرًا على مسؤول المرحلة الحالية والمتسارعة أن يكون ذكيًا إداريًا، وألا يبقى رهن التوجيه الصريح من أمير المنطقة، وعليه أيضاً أن يبقي إدارته لأيام بلا كراسي من أجل الخروج لبحث احتياجات أبناء الوطن ومتابعة مشروعات ينتظرون إنجازها بفارغ الصبر.
** **
- أحمد حكمي