عبده الأسمري
يقود السلوك الإنساني صاحبه دومًا إلى قطبية الخير والشر وإلى اتجاهات السواء والسوء وفي ظل ذلك يتحكم العقل البشري في موجهات التصرفات وتوجيهات السلوكيات..
في تاريخ البشرية علت «العوائق» وطغت «التحديات» وهيمنت «الظروف» في وقت كثرت فيه «خلايا الفتن» و«زبانية التضليل» و«جنود الشياطين» و«عتاولة التغرير».. في مجمل الحياة وقع الكثير من العابرين في مضمار «الاختبار» واللاهثين وراء الشهرة والموبوئين بحب الذات والمبتلين بتجمد الفكر والساذجين بفهم الحيل والغافلين عن تحذيرات الفشل في مصائد «المكر» الذي صنع بخلطة «الدين» و«السياسة» و«الهدم الفكري».
هنالك «أجندات مسمومة» تنثر «السم الزعاف» في أنسجة المجتمعات وتوجه «أعيرة» الاصطياد وتصوب «رصاصات» الانقياد إلى عقول قابلة للتعديل والتشكيل.
استهدفت تلك الأجندات «معاشر الحمقى» الذين لم يفهموا خطورة الخطوة ولم يتفهموا سطوة الخطر.. فوقعوا في براثن «الحماقة» التي قادتهم إلى «الفشل الذريع» و»السقوط المريع»..
هنالك من أسمين أنفسهن «ناشطات» ولهثوا وراء منشطات «الشهرة» وساروا في طرق هزلية من الغباء فحاولن الخروج من عباءة «الدين» ورمين جلباب «الحياء» ثم وقعن رهينة «نداءات» النكران.. فأسقطوا حيلهن الدفاعية في دفاع مضحك يستدعي «السخرية» حول حقوق المرأة.. متخذين من منصات «خارجية» مأجورة مرجعًا لبث «الهذيان والتفاهات» والنتيجة. تفاجئهن بأنهن في عزلة مخيفة بعد سقوطهن من على الجسور «الهشة» التي ساروا عليها دون منطلق وبلا منطق ووقعن في «سوءات» الخذلان ومساوئ الإحباط.. اختال بعض الخريجين والمبتدئين في الالتزام الديني قبل عقدين من الزمان واحتال عليهم بعض المدججين بالتشدد بلفظ «الشيخ» وكنية «طالب العلم» فارتموا في غيابت كتب «سيد قطب» وفي ظلمات أجندات «حسن البنا» فسبحوا ضد التيار المعتدل ووقعوا ضحية «التطرف» واستماتوا في احتضان «الباطل» فخلفوا من بعدهم «مجندين» من صغار السن استغلوا «هشاشة» فكرهم و»حماسة» قلوبهم فانضموا إلى قوافل «الضائعين» الباحثين عن «صكوك الغفران» الوهمية وسقطوا صرعى في مسارح «الفكر الضال» فكانوا «ضحايا» بالمجان ضمتهم «الأجندات المسمومة» إلى قوائم «المجندون الحمقى».
نرى يوميًّا الهاشتاقات المحبوكة من «فتن الضلال» ومن»أبواق التضليل» ضمن أجندات مسمومة للبحث عن «حمقى» جدد للزج بهم في معسكرات «نكران» فضل الوطن و«تنكر» نعم الأمن.. ولو تمعنا في التعليقات والردود التي سارت مع «العاصفة» وسقطت في «وحل» التأثير لوجدناهم «ثلة» من الحمقى و»شلة» من السفهاء الذين تواروا خلف «أسماء مجهولة» و«حسابات وهمية» موجهين السهام الضعيفة بعشوائية مقيتة هدفها الإساءة والتشويش على هذا الوطن العظيم وهم لا يعلمون أنها تنكسر قبل وصولها تحت قاعدة «العز الوطني» وخلف لواء «الاعتزاز الشعبي».
رأينا منذ زمن من لهث خلف «الشهرة المؤدلجة» منتقصًا من الآخرين مناقضًا نفسه منتقضًا لمنطق القول ونطق الحقيقة فظل يزاحم «المثقفين الحقيقيين» متسلحًا بآراء «العلمانية» ونداءات «الليبرالية» ومطالب «الحداثة» التي تعد آراءها مفتوحة للنقاش في حيز «العقلانية» وإطار «الفهم» وفق منطلقات المحدث ولكن مثل هؤلاء الجاهلين لا يعلمون ما معناها ولا الفرق بينها في مجتمعهم والمجتمعات الأخرى وظلوا لزمن يلاحقون الفلاشات بحثًا عن الظهور الطاغي حتى أحرقتهم وظلت أحاديثهم المغلفة بالجهل الموشومة بالبؤس هشيمًا تذروه «الرياح».. لقد سقط مثل هؤلاء في مستنقع «الأجندات المسمومة» بعد أن دسوا «سم» التخلف والتعنت والجهل في «عسل» الثقافة التي ترحب بالآراء وتعتني بالرؤى وتستضيف كل الأطياف وتحتضن شتى الأفكار شريطة أن تنطلق من فكر واعٍ ووعي مدرك.
احذروا «الأجندات المسمومة» التي لا تزال موجودة حتى وإن اختفت وتوارت وتخفت خوفًا من الانكشاف والفضح ولكن القائمون عليها يخططون لهجمات مرتدة نحو «الفكر المتطور» و«الفهم المتجدد» لينصبوا «مصائد» و«حبائل» مكرهم لتجنيد «الحمقى» و«الحمقى» فقط!!