سهوب بغدادي
في يوم مدرسي جميل اعتادت إحدى الطالبات على أكل ما لذّ وطاب من الأكلات المتوافرة في مقصف المدرسة. وكان جل تفكيرها في وجبتها القادمة، هل آكل «مناقيش»؟ جبنة أم زعتر؟ حسنًا سأختار البيتزا. انتهت الطالبة من الأكل، ورن جرس انتهاء الفسحة؛ فهرعت إلى الدَّرَج المؤدي إلى صفها، وحاولت رمي كيس البيتزا الفارغ في سلة المهملات برمية خاطفة إلا أنها لم تستطع إحراز الهدف؛ فأكملت طريقها. في تلك اللحظة سمعت دوي صوت معلمة من جنسية عربية، فقالت وهي مصدومة: «ألا تحبين وطنك؟». فقالت الطالبة: «نعم». قالت المعلمة: «مَن يحب وطنه يهتم بنظافته، ولا يجعله متسخًا». وقفت الطالبة ما يقارب الدقيقة لتتفكر فيما قالت، فكانت أول فكرة تجول في خاطرها «إيش دَخْل الكيس في حب الوطن؟!»، ومن ثم انتبهت ذات السنوات الثماني إلى المغزى؛ فابتسمت، وابتسمت المعلمة لها.
من هذه القصة الطفولية كبرت لأعلم أن وطني يستحق أفضل ما لدي. بالتأكيد تستطيع أن تحب وطنك بجميع الأشكال، فأحببت وطني، وأحبني على الرغم من أخطائي، وأطمح دومًا إلى المزيد في حبه.
في هذا الصدد أُلقي الضوء على أمر سيحسّن من البيئة؛ لنجعل وطننا أخضر في جميع النواحي.. فالفرد والمجتمع يستطيعون بمبادرات بسيطة تحقيق تقدُّم في مجال البيئة. فعلى سبيل المثال هناك مجموعة تُدعى فريق أرض، تُعنَى بكل ما يخص البيئة وإعادة التدوير والتشجير.. كما يستطيع الفرد استخدام كاسات زجاجية عوضًا عن قوارير المياه البلاستيكية؛ فالبلاستيك يأخذ سنوات طويلة ليتحلل في حال رميه على الأرض، ويستهلك طاقات وموارد لإعادة تدويره.
فكرة أخرى تتعلق بالأكياس البلاستيكية في البقالة والمحال وما إلى ذلك.. فبإمكان الشخص استخدام كيس قماشي أو ورقي بدلاً من الكيس البلاستيك. وقد تبادر المحال بتوفيرها في حال وجدت الإقبال عليها؛ فهذه الأكياس متوافرة في المكتبات والقرطاسيات، وتعد خيارًا أمثل للتوفير والحفاظ على البيئة.
قد لا نرى أهمية الموضوع الآن، ولكننا نسهم في حياة وبيئة أفضل لفلذات أكبادنا في المستقبل بإذن الله تعالى.