د. خيرية السقاف
أيام قليلة وتبدأ سنة هجرية جديدة استكمالاً وامتدادًا للزمن، لعدة الأيام التي تسير متداخلة،
لا جديد في يوم يبدأ بتنفس صبح، تعم شمسه، وليل يلحق به يُسدل ظلامه،
يتدرج في منازله ليأذن من بعد بطي وقت، واستشراف آخر تنشر فيه خيوطها شمس آخر..
السماء، والأرض بفضائهما، مع تبادل نواميس تكوينها في الضوء، والظلام، في الحركة، والسكون، عند الهدوء المنساب، والضجة المتقدة، تختزنان ما للشغوفين من حالات:
المفكر في الصومعة، والمبدع في الملكوت، والباحث في المكتبة، والعالم في المختبر، والغاوي في اللهو، والدارس في الاكتساب، والفاقد في الحزن، الناجح في الاستلهام، والرّضيع في المحضن، والمريض في العناء، والخاشع في الاعتكاف.. وطالب العلم في المدرسة!
وأي مدرسة، وأية مطالب؟!..
الإنسان يسعى حتى وهو يتجه لمرقده، أو يحمل على قدحه ليرشفه، أو خبزته ليأكلها، أو ردائه ليلبسه...
كلهم الناس، مفردهم، وجمعهم ساعون، ويسعون، يكسبون، ويخسرون، يولدون، ويكبرون
يتعلمون، لئلا يجهلون..
وكيف يجهلون وهم يتعلمون؟!..
أي محك هذا للمعلم، وما يتعلم، وما يُعلَّم؟!..
مفصل قيمة الإنسان في الحياة بفضاءات أرضها وسمائها، ودورة أيامها، وعدة لياليها، بشهور سنيها، وعقودها، وقرونها هو العلم..
فما سيكون للعلم بالتعليم، وبالتعلم من التنفيذ على محك معايير المكاسب الظاهرة والخفية؟، الفردية والجمعية؟
وما سيكون نصيب الحياة بكل ذلك من أبنائها؟!..