فهد بن جليد
هل تثق في هذا النوع من الأطباء الشباب؟ أنا شخصياً لا أثق بهم، وأتجنب الذهاب إلى طبيب من هذا النوع يهتم بتسريحة شعره، وأناقته أكثر من اهتمامه بمرضاه، وكأنَّه سيدخل مسابقة عرض أزياء، بحرصه على حمل (ماك القهوة) وهو يتنقل بين ممرات المستشفى، غالباً الطبيب الشاب لا يحاول لمس المريض أو فحصه (سريرياً) بل يكتفي بالمُشاهدة عن بعد، والإماء برأسه، مثل هذا الفحص لا يقنع المرضى خصوصاً من (كبار السن)، والحجة أنَّ التحاليل تكفي ولا حاجة للفحص السريري التقليدي الذي يترك أثراً إيجابياً عند المريض، ولا أعرف لماذا تخلى عنه معظم أطباء هذا الوقت؟ فقد يقرِّر لك الطبيب عملية جراحية وهو لم يفحصك أو يلمسك بيده إطلاقاً!
قبل عدة سنوات اكتشف طبيب بريطاني عند إجرائه عملية روتينية لأحد مرضاه هناك، أنَّ طبيباً آخر كتب الأحرف الأولى من اسمه (توقيعه) داخل بطن المريض عندما أجرى له عملية سابقة، طبعاً تم إيقاف الطبيب الشاب صاحب التوقيع والتحقيق معه ومعاقبته، وهذا يدل على أن مُراهقة بعض الأطباء الشباب، لا تخص مجتمعاً دون آخر، فهي ظاهرة عالمية نتيجة نقص في بناء شخصية الطبيب الاجتماعية والنفسية، فالعلم والمعرفة وحدهما لا يكفيان لمُمارسة الطب، لذا أتمنى من كليات الطب في جامعاتنا إدخال مناهج تربوية مُرادفة لبناء شخصية الطبيب، وزيادة مفاهيمه ومداركه الاجتماعية، وتأهيله من هذا الجانب الهام الذي لا يقل أهمية عن المعرفة، لنتحدث بصراحة وشفافية (كليات الطب) تخرج أطباء لا أملك القدرة على تقييم مقدرتهم العلمية والعلاجية، بل أستطيع القول إن -بعضهم- فارغون من الداخل، أشكالهم وتسريحات شعرهم، والأساور في أيدي بعضهم وطريقة كلامهم لا تدل على أنَّهم أطباء مُطلقاً ولا تتناسب مع هذه المهنة، ولا أعرف سر بعض هؤلاء المُتأخرين الذين لم يعودوا مثل أسلافهم الجادين، من أصحاب الشخصيات القوية والرجولية الذين يحسب المريض ألف حساب لكلامهم.
ما سبق لا يلغي وجود الطبيب الشاب الكفؤ في مستشفياتنا، إلاَّ أن نسبة كبيرة من المُشتغلين في المُستشفيات -برأيي- وبحسب مشاهداتي، يحتاجون لضوابط ومعايير أكثر تتناسب مع بيئة المستشفى، وهو ما يترك لديك انطباعاً، ويثير أكثر من تساؤل؟ حول دور كليات الطب في تخريجهم وتأهيلهم لمُمارسة هذه المهنة المقدسة.
وعلى دروب الخير نلتقي.