د. خيرية السقاف
نذهب في تأمل ما يقوله البشر..
تتفاوت التراكيب، وتبقى المعاني بوصلة لمقاصد القائلين، ولكن؟!..
ونقف لنتأمل ما يلبسون،
تختلف التفاصيل، وتبقى الألوان عصبة للجمال، أو القبح، ولكن؟!..
وحين نتأمل أفعالهم، تختلف النتائج، ويتحد المصدر؛ النوايا، ولكن؟!..
كل قول، وكل فعل، وكل شكل، للإنسان جميلا، وقبيحا، صوتا، وصورة
بوتقة مكنونه، ومصدر ظهوره شيء في داخله، ولكن؟!...
فالولوج لداخل الإنسان بحثا عن المحرك، المحرِّض لولادة كلمته، وفعله، ومظهره،
يأخذنا إلى مخابئ دفينة تلتقي في بؤرة مكنونها عاطفته، ونيَّته، وفكره، قلبه، وعقله..
آمنت يقينا أن لا تفسيرا دقيقا صائبا بعد تأمل في كل ذلك عن الإنسان،
مهما حاول آخرون أن يفعلوا...
فالمعاني متماهية، والجمال، والقبح لا معيار لهما،
وآثار الكلمة، والفعل تختلف باختلاف حالاتهما،
وحالات المتفاعل معهما..
هذا الإنسان لولا غموضه، ما عاش في لهاث،
يتكلم كثيرًا، ويفعل كثيرًا، ويتلون كثيرًا،
ونواياه وحدها الخفية التي لا يملك أحد أن يقرأ سطور الكتاب الذي يحتويها!!...