سلطان بن محمد المالك
عندما نسافر لأي بلد، في الغالب نسأل عن الأماكن المناسبة للزيارة والاستمتاع بالإجازة سواء كانت أماكن تراثية أو ترفيهية أو أماكن مخصصة للتسوق وقضاء بعض الوقت للاستمتاع. كثير من العواصم العالمية أدركت أن العالم تغير وأن السائح أصبح مختلفاً في حاجاته ورغباته وخصوصاً الجيل الجديد والذي لا تستهويه الأماكن التراثية بقدر ما يكون تواقاً للذهاب لأماكن الترفيه والمقاهي وأماكن المشي والتنزه.
ومن أجل ذلك، نجد كثير من العواصم العالمية أصبحت تسوق لبعض أسماء أماكن وشوارع فيها خاصة بالتسوق والترفيه، فمثلا لا يمكن أن يزور زائر مدينة لندن دون الذهاب إلى شارع اكسفورد الشهير أو منطقة بيكاديلي أو نايتس بريدج، كما هو الحال في باريس ونيويورك وغيرها من العواصم العالمية. ولدينا في الدول العربية أصبح التحول كبيراً في إيجاد أماكن رائعة يتم التسويق لها بأسماء تتجه للعالمية مثل أفينيوز في الكويت والبحرين، وممشى المدينة في دبي والمارينا وممشى الشاطئ في الجميرة (الجي بي أر). وتأخذ تلك الأماكن أشكالاً عديدة، فمن الممكن أن تكون على شكل منطقة مربعة صغيرة، أو حي صغير أو شارع محدد ويطلق على هذا النوع من المجمعات التجارية الصغيرة في الشوارع مراكز «الستريب مول» وهي مجمعات تجارية تحوي عدداً معيناً من المحال مصممة وفق هندسة معمارية متطورة، وتأتي بملتقى شوارع رئيسية لا يقل عرض إحداها عن 60 متراً أو 100 متر، ويكون تصميمها الهندسي في الغالب بما يشبه الحرف (L)، وتتميز بشمولها على مواقف سيارات تتوسط المجمع. ويعيبها ارتفاع التكلفة الإيجارية للمتر المربع.
في المملكة لدينا كذلك تزايد انتشار بعض المواقع التجارية بأسماء خاصة بها، بل أنها سحبت الصيت من المجمعات التجارية البارزة فعلى سبيل المثال انتشر صيت منطقة البجيري والبوليفارد في حي حطين في مدينة الرياض ويجري حاليا الترويج لجادة جامعة الملك سعود وبوابة واجهة الرياض على طريق المطار وبوابة واجهة جدة وغيرها كثير.
الملاحظ في الآونة الأخيرة أن كثيراً من المتاجر والمقاهي ذات الأسماء العالمية الشهيرة أصبحت تحرص كثيراً على التواجد في الأماكن ذات الأسماء والصيت العالي في كل مدينة - بل أن بعضها بدأت تخرج من المجمعات التجارية وتكثف تواجدها في مثل تلك الأماكن الجديدة والتي بدأت تستقطب وتستهوي شرائح كبيرة من الناس.
والتحدي القادم هو أن يكون لدينا في المملكة أسماء لشوارع وأماكن تنافس الأسماء العالمية وتكون أحد وسائل التسويق والترويج للسياحة لدينا، ولعل تجربة البوليفارد والبجيري في الرياض والواجهة البحرية في جدة خير مثال. مع تحفظي الشديد على اختيار مسميات أجنبية وترك الخيارات المتاحة الكبيرة في لغتنا العربية العريقة، وأتوقع قريبا ومع اهتمام الدولة في الترويج للسياحة في المملكة أن يتزايد الطلب على زيارة المملكة والحرص على المرور على المناطق الجديدة ذات العلامات والأسماء الخاصة بها مثل القدية، بوابة جدة، العلا، بوابة الدرعية وغيرها.