د.عبدالعزيز العمر
لو طلبت من أي تربوي محترف أن يحدد أهم خطوتين في الاتجاه الصحيح لتطوير التعليم لقال عل الفور: أولاً: تطوير المعلم (اختيارًا وإعدادًا وتدريبًا)، وثانيًا: توجيه المصادر والجهود التطويرية نحو الاهتمام بأهم مفصل تعليمي والمتمثل في مرحلة رياض الأطفال، وهي مرحلة التأسيس التعليمي والتربوي. إن المتابع لجهود تطوير تعليمنا سيلاحظ أن المجالين التطويريين السابقين (تطوير المعلم ومرحلة رياض الأطفال) كانتا خلال الفترة الماضية في بؤرة خطط وجهود تطوير تعليمنا.
فمثلا في مجال المعلم تم إعادة هيكلة التخصصات والبرامج في كليات التربية، فقد برز توجه يقتضي بأن يتم اختيار مدخلات كليات التربية من بين خريجي الكليات الإنسانية والكليات العلمية ممن حققوا عمقًا تخصصيًّا كافيا لممارسة مهنة التدريس، هؤلاء سيحصلون في كليات التربية على ماجستير مهني تنفيذي قبل أن يتم استقطابهم معلمين في التعليم العام. أما فيما يتعلق بالتطوير في جانب مرحلة رياض الأطفال، فالأمر واضح للعيان، فهناك توسع كبير في مدارس رياض الأطفال وفي استقطاب خريجات تخصص رياض الأطفال، كما أن هناك اليوم حراكًا تربويًّا يتمثل في إسناد تدريس الأطفال إناثا وذكورًا في الصفين الأول والثاني إلى معلمات من خريجي رياض الأطفال بدلا من معلمين.