فوزية الشهري
مع بداية العام الدراسي حري بكل قائد أو قائدة الإعداد له مبكراً وذلك بوضع خطط استباقية للمشاكل التي تتكرر سنوياً وطرق علاج مناسبة لها.
العمل القيادي بالمدرسة ليس لقباً يحمله القائد أو مسمى وظيفي إنها مجموعة من الأعمال والمهمات والأخلاق التي تدار بها أنفس وعقول وتنجز بها مهمات وكِل بها، يعترض قائد المدرسة بعض المشاكل والتي تستلزم الوقوف عندها وإيجاد الحلول لها، من المشاكل التي تعترض سير العملية التعليمية هي التأخر الصباحي، ولا يغيب عنا أن حضور الطابور له فوائد كثيرة للطالب ومنها:
النشاط والتهيأ لبدء اليوم الدراسي والمشاركة والتفاعل مع أقرانه، كما أنه دلالة للانضباط واحترام الوقت وكل قائد حريص على الحضور المبكر للطلاب لتعم الفائدة لكن مع كل عام لابد من ظهور هذه المشكلة في أغلب المدارس لذلك يجب علينا التعرف على أسباب التأخير لكل طالب ثم إعداد خطة لحل كل حالة إن اقتضى الأمر ذلك لاختلاف الظروف والأسباب.
فمثلاً يوجد من سبب تأخيره يعود لإهمال الأسرة أو ظروف اجتماعية صعبة فيجب أن تعامل هذه الحالات بصفة مستقلة ودراسة الحالة مع الإرشاد وإيجاد الحل المناسب لها، أما بقية الحالات فيجب حصر جميع أسماء من يتكرر تأخيره ووضع خطة لتصحيح هذا الخلل يبدأ بتوعية الأسرة بفوائد الحضور المبكر للمدرسة ويكون عن طريق الاجتماع بهم وأيضا إرسال المنشورات التوعوية مروراً بدراسة حال من يتكرر تأخيره والاجتماع معهم ويفضل أن يكتب كل طالب منهم أسباب التأخير وأيضاً نشركه بحل المشكلة بكتابة الحلول المناسبة التي يقترحها والتي تحد من التأخير.
مشاركة الطلبة في وضع الحلول ستكون مجدية أكثر من فرضها عليهم.
كما يمكننا عمل مجلس تشاوري بين القائد والمرشد ومجلس منتخب من الطلاب لحل المشاكل الطلابية التي تحدث خلال العام الدراسي وتكون حلقة وصل بين القائد والطلبة وفهم احتياجهم ورغباتهم.
وبرأي شخصي أنا لا أحبذ علاج التأخير بعقوبات صارمة بل البحث عن الأسباب وعلاجها لأن الهدف هو الحضور للمدرسة برغبة دون الإضرار بالطالب نفسياً أو بمستواه التحصيلي.
ثم تأتي العقوبات كإجراء لمن يكون التأخير من باب اللامبالاة أو الإهمال لأن المساواة في العقاب مع اختلاف الظروف غير عادل ويجب التدرج في العقوبات والابتعاد عن كل ما يضر الطالب نفسياً أو جسدياً، ماذا لو جعلنا عقاب المتأخر بفرض عمل تطوعي نفعي للمدرسة!
وحتى نصل لحلول أنجع لابد من الاستفادة من خبرات القادة في الميدان، تواصلت مع قادة مدارس لمعرفة كيفية حل هذه المشكلة، وقد لاحظت الاتفاق من الجميع على التوعية ومراعاة النواحي النفسية والاجتماعية، والتشويق لجذب الطلبة، ثم تأتي العقوبات بالحسم. لكن مع التأكيد على وجوب غرس قيمة الوقت واحترام المواعيد والحرص على عدم ضياع الوقت والاستفادة من كل ثانية في مدارسنا وجعله من القيم المجتمعية التي يجب الحرص عليها وأن نكون قدوة في ذلك كمربين ومعلمين.
الزبدة:
الوقت معلم كبير ينظم أشياء كثيرة