تلقيت عبر وسائل تواصل عائلتي المشيقح والمزيني فجر الخميس الموافق: اليوم السابع من الشهر الثاني عشر من عام: أربعين وأربعمائة وألف من الهجرة نعي الخالة الفاضلة/ فاطمة بنت علي المزيني والدة الأستاذ الدكتور/ خالد بن علي المشيقح وأُديت صلاة الجنازة على روحها الطَّاهرة بعد صلاة الظهر في جامع الإمام/ محمد بن عبد الوهاب. حُمل جثمانها على أكتاف أبنائها، وأحفادها، وأبناء إخوتها، وأخواتها إلى ساحة مقبرة الموطأ بمدينة بريدة، وحضر أداء صلاة الجنازة ومراسم العزاء أفراد، وجماعات من داخل منطقة القصيم وخارجها؛ لتقديم العزاء، والموساة لأبنائها، وأحفادها، وأقاربها الذين غشيت وجوههم علامات الحزن على رحيل فقيدتهم التي انتقلت إلى آخرتها الباقية، وأبقت ذكراً طيّباً في الدنيا. إنها امرأة زهدت بعرض ملذات الدنيا، وقطعت علاقة قلبها بها رغبة إلى حياة أجلة أجّل، وأبقى إيماناً بنعيم الحياة الآخرة...! إنها امرأة تقيّة، لا تفارق سجادتها، قائمة، راكعة، ساجدة. مسبحة، مستغفرة، حامدة. متفرغة؛ لأداء النوافل، والرواتب، وتلاوة القرآن...! لا تقبل في مجلسها الغيبة، والنميمة، واللمز لأحد؛ لأن الغيبة التي لا يليق ذكرها من القبائح السيئة تُؤدي إلى قطيعة الرحم، وأواصر القربى، وبذر العداوات...! وإن النميمة سعي إلى الإفساد، وشحن القلوب عداء بين قريبين، وزوجين، وأسرتين، وهي من أخبث وسائل التفرقة الشيطانية ...! وإن اللمز عيب شخص لآخر في الخفى، وهذا أشد قبحاً من الطعن الظاهر؛ لأنه يؤرث الأحقاد عند الحاضرين...! وإنها رقيقة القلب، يؤلمها مشاهدة الضعفاء من الأطفال، والمتألمين من المرضى، والمحرومين من المساكين...! إنها الزوجة الصالحة التي قدمت عظيم الوفاء طاعة، وخدمة، وحفظ...! رحل عنها لآخرته راضياً على مراحل عشرتها التي عاش معها...! وهي الأم الرؤوم لأبنائها الأربعة، وبناتها الثلاث حرصت على تربيتهم تربية حسنة، جنت قبل وفاتها ثمار غرسها، منهم: العالم، ومنهم المربي، ومنهم الموظف...! وهي ابنة بارًة بوالديها، والإحسان إليهما، وزاد برها، وإحسانها، ووصلها عند بلوغهما الكبر...! واصلة رحمها، تقوم بزيارتهم، وتتفقد أحوالهم، والإهداء إليهم، وعيادة مرضاهم، ومُشاركتهم في مسراتهم ومواساتهم في أحزانهم...! حريصة على الإحسان إلى الأيتام، ضم صغيرهم، ومسح رأس كبيرهم؛ لأنهم أحوج من غيرهم إلى الرحمة، والعطف، والحنان...! وإكرام جيرانها، وخدتهم، وحفظ حرمتهم؛ لأن حقوقهم لا تقل عن حقوق الأرحام عيادتهم في المرض، ومواساتهم في المصيبة والبذل لهم عند الحاجة...! إنها إذا أصيبت بمرض صبرت واحتسبت الأجر والثواب من الله، لا تضجر، ولا تجزع؛ لأن الذي أصابها امتحاناً لها على الصبر في الابتلاء؛ لأجل تكفير الذنوب، ومحو الخطايا؛ فاستقبلت الأمراض بصبر وتسليم. وتُوفيت- رحمها الله- راضية بقضاء الله وقدره!
** **
أحمد المنصور - بريدة - نادي القصيم الأدبي