هالة الناصر
جميلة هي الأرقام، هي أول وأهم طرق الحل في أي مشكلة مهما كان نوعها، يتخبط الكثيرون في عدم القدرة على تحويل أي مشكلة إلى أرقام للسيطرة عليها وكبت جماحها ووضعها في قفص إن لم تتلاشَ داخله لن تكبر، المشكلة عند تحويلها لرقم تتحول من مشكلة إلى حالة تحدي تستحث العقل وتمكنه من رؤية جميع الحلول وجلبها من غياهب جب العاطفة ووضعها على طاولة العقل تلك الطاولة التي تشبه سرير الطبيب، نحن أبناء المجتمع العروبي نستهين بالحلول العلمية لجميع مشاكلنا وبالذات العاطفية، نستعيب الذهاب لطبيب نفسي، نستعيب التحدث للأصدقاء الثقاة عما نعانيه من مشكلة اجتماعية أو حتى عاطفية، لذلك تتفاقم مشاكلنا في ظل عدم تطوير مهاراتنا بعلوم الحياة، تلك العلوم التي تساعدنا على فهم أنفسنا قبل الآخر، الأرقام المخيفة لمرضى السكر والضغط في مجتمعنا، تؤكد بأنها من أهم أسباب كثرة المشاكل الأسرية الاجتماعية لتأثير هذين المرضين على أعصاب المريض، الأدهى والأمر بأن هناك من هو مصاب بأحد هذين المرضين دون أن يدري ويدخل في مشاكل مع أهله أو عمله دون أن يعرف بأنه تحت تأثير مرض أشد وأدهى من المرض النفسي، وهذا مما يوجب ضرورة وجود قسم تأهيلي اجتماعي ونفساني يحول له كل مريض يكتشف إصابته بمرض السكر أو الضغط، ليتم توعيته اجتماعيا بأن تصرفاته وردود أفعاله عند حدوث مشكلة في الغالب ليست واقعية، علينا الاعتراف بأننا مجتمع من مجتمعات دول العالم الثالث التي تحتاج إلى وضع حلول واستحداث هيئات وإدارات وحتى وزارات حسب ثقافتنا الاجتماعية دون مراقبة ماذا سيقول عنّا الآخرون، لأن المشاكل الاجتماعية في دول العالم الثالث مثل قطع «الدومينو» بعضها يسقط الأخرى، هناك 242 ألف قضية أحوال شخصية في السعودية في العام الماضي حسب إحصائيات وزارة العدل، الكارثة بأن أكثر من 60 % منها حالات طلاق، وفي إحصائية أخرى تكشف بأن أغلب مراهقي سجن الأحداث وأتوقع جميع السجون هم أبناء مطلقين، وليس هناك سبب لسوء العلاقة الزوجية أكبر من تفشي أمراض الضغط والسكر، «دومينو» القضايا في مجتمعنا يحتاج لأناس ينظرون له من أعلى لعلاجه من جذروه!