بتوفيق الله عزوجل ثم بعزم الرجال وبسواعد الشباب وبالتخطيط المبكر ووضع الخطط المحكمة التي تضمن المزيد من التنسيق والتعاون والتكاتف بين جميع الأجهزة المعنية بخدمات الحج، وبالتوفيق المتقن لهذه الخطط والبرامج وبفضل المتابعة اللصيقة والدقيقة والإشراف المباشر لقيادتنا الرشيدة - أعزها الله - وتحقيق أقصى درجات التعاون بين جميع الأجهزة والقطاعات، شهد موسم الحج هذا العام 1440هـ نجاحاً ملحوظاً كان محل إشادة القيادات والشخصيات الإسلامية والعربية ومسؤولي مكاتب شؤون الحجاج وجميع ضيوف الرحمن رغم كثافة أعداد الحجاج وما يجري تنفيذه من مشروعات توسعة وإعمار، رغم اختلاف البيئات واللهجات واللغات والعادات والتقاليد لتكتمل منظومة خدمات الحج بصورة متناسقة أبهرت العالم، ولقيت الإشادة والثناء والتقدير.
وبدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام تغادر أراضي المملكة بعد أن من الله عليها أداء مناسك الحج وزيارة المسجد النبوي الشريف والتشرف بالسلام على المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، مودعة بمثل ما استقبلت به من حفاوة وتكريم، وهي تحمل أطيب الانطباعات عن قادة هذا الوطن وأهله، لما وجدته من كرم ضيافة وحسن استقبال وأجمل الذكريات عن موسم الحج الذي حشدت له حكومة خادم الحرمين الشريفين كل الطاقات البشرية لخدمتهم وراحتهم، وسخرت له جميع الإمكانيات المادية، فواصلت العطاء السخي وقامت بتنفيذ الكثير من المشروعات الجبارة في الحرمين الشريفين، وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، لكي يؤدوا وفود الرحمن نسكهم في يسر وسهولة واطمئنان.
فحين تتوافد هذه الجموع المباركة من الركب الإيماني إلى خير البقاع وأحبها إلى الله - مكة المكرمة - ومنذ أن تطأ أقدام الحاج أرض المملكة الطاهرة يستقبله أهلها أحسن استقبال، فالوجوه الباسمة تحف به من كل جانب، ويتسابق الجميع - شيباً وشباباً - لخدمته وعلى محيا كل منهم ابتسامة الترحيب بكل أخوة إسلامية وشعور بالمحبة.
ولم يقف هذا الاهتمام المتزايد بتهيئة منظومة مرافق ومنشآت ضخمة لحجاج بيت الله العتيق، بل تعداها إلى الاهتمام بالإنسان مقدم الخدمة الذي شرفه الله سبحانه وتعالى بالقيام بهذه الأعمال الجليلة، ولتعضيد جهود الدولة في هذا المجال، اهتمت وزارة الحج والعمرة وجميع الوزارات ذات العلاقة بجوانب تدريب منسوبيها وتأهيلهم وتنظيم ورش العمل واستخدام كل وسائل التقنية، فانعكس ذلك على نوعية الخدمات التي تسعى سعياً حثيثاً للرقي بها عاماً بعد عام، لتلبي الطموحات والتطلعات والرغبات.
وفي الختام أسأل المولى عزوجل أن يديم على وطننا أمنه واستقراره، وأن ننعم بازدهاره وتقدمه عاماً بعد عام، وأن يوفق الله الجميع لخدمة ضيوف الرحمن والإسلام والمسلمين.