من خلال التوسعات التي تمتْ في الحرمين الشريفين، تجمَّعت لدى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعض المقتنيات والعناصر المعمارية والنقوش الكتابية من الحرمين الشريفين. فرأت الرئاسة أنه من المناسب عرض بعض هذه المقتنيات في معرض خاص بها. وبالفعل فقد جرى عمل الدراسات اللازمة وترميم واختيار القطع الأثرية والنقوش الكتابية من قبل فريق متخصص من الفنيين، وقد ساعدهم هذا على إتمام هذا المشروع الثقافي والحضاري. والذي أصبح من أبرز المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة المقدسة مكة المكرمة والذي يحرص الكثير من الزوار من داخل المملكة وخارجها على زيارته والاطلاع على محتوياته.
متحف الحرمين الشريفين أحد متاحف منطقة مكة المكرمة, أنشأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في عام 1420 هـ معرض عمارة الحرمين الشريفين، وهو معرض يعنى بالحرمين الشريفين والتطور الذي شهدته عمارتهما على مدى العصور, ويتكون المعرض من سبع قاعات تشتمل على مجسمين للحرمين الشريفين وعدد من المقتنيات المختلفة من مخطوطات ونقوش كتابية وقطع أثرية ثمينة ومجسمات معمارية وصور فوتوغرافية نادرة.
ويروي متحف الحرمين الشريفين تاريخ قرون وأجيال كثيرة، وقصة أطهر بقاع الأرض وأقدس مقدساتها «الحرمين الشريفين»، الذي يضم الكعبة المشرفة.
ويحفل المتحف الذي أنشئ في عهد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس السعودية - رحمه الله - بمئات المقتنيات من الحرمين الشريفين عبر مراحل التاريخ المختلفة منذ العهد العثماني، وما جرى للحرمين الشريفين من تطوير كبير وواسع خلال السنوات الماضية، ومن بينها الباب الأول للكعبة الشريفة «باب الملتزم» من العهد العثماني والذي تم استبداله بالباب الذهبي في عهد الملك عبد العزيز، كما يحوي المتحف مقتنيات نادرة بينها المصحف العثماني المكتوب بخط اليد ومنبر الكعبة المشرفة ومقام سيدنا إبراهيم، وبه عمود خشبي «رواق» إلى جانب أعمدة خشبية ومقتنيات نادرة للكعبة والمسجد النبوي الشريف والحجر الأسود.
ويضم المعرض عدداً من الأقسام، وهي: قاعة الاستقبال، وقاعة المسجد الحرام، وقاعة الكعبة المشرفة، وقاعة الصور الفوتوغرافية، وقاعة المخطوطات، وقاعة المسجد النبوي، وقاعة زمزم. كما يحتوي المعرض على مقتنيات نادرة من أهمها أعمدة الكعبة المعظمة بقاعدتها الخشبية والتاج والتي تعود إلى عهد عبد الله بن الزبير العام 65 هـ، وقاعدة حجرية كانت تقوم عليها الأعمدة، وهلال نحاسي يعود للعام 1299هـ، وهلال المنارة الرئيسة بالمسجد النبوي في بداية القرن الرابع عشر الهجري، وسور نحاسي كان يستخدم على إحدى نوافذ المسجد النبوي الشريف ويعود تاريخه إلى العهد السعودي.
ويضم المتحف مقتنيات أخرى ثمينة ونفيسة في قسم المكتبة الخاصة بالحرمين الشريفين، حيث توجد نسخ نادرة من القرآن الكريم والمخطوطات، إضافة إلى نموذج للحرم النبوي يوضح التوسعات التي حدثت في مختلف العصور.
ويضم المتحف قسم زمزم، حيث يوجد عرض لأقدم سياج حول بئر زمزم مع دلو من النحاس منذ العام 1299هـ، والذي كان مستخدماً لاستخراج الماء، وبكرة تعود إلى نهاية القرن الرابع عشر الهجري، ثم يصور المتحف كيف تمت توسعة المساحة حول الكعبة في العام 1975 بهدم المباني القديمة لبئر زمزم في مهمة استغرقت عاماً كاملاً.
ويحتوي المتحف على غطاء كان يُستخدم لتغطية مقام إبراهيم عليه السلام قبل استبداله في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وهلالين من النحاس من منارة المسجد الحرام في العام 1299هـ.