علي الخزيم
يتحدث المتحدثون ويسجلون مشاعرهم وانطباعاتهم عمَّا لمسوه وعاشوه خلال موسم الحج، مبهورين بحجم الإنجازات، وكرم الوفادة والضيافة والرفادة والسقاية، وكل الخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
ويصور المصورون مشاهد ومقاطع ينقلونها لأهاليهم ببلادهم تشرح ما وجدوه من حسن الاستقبال ولطيف الترحاب وبما يليق بضيوف الرحمن الرحيم سبحانه. يسعد كل أبناء المملكة أن نسمع بهذه الرسائل والمقاطع المنشورة بأمانة وصدق وإعجاب بما نعمل بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة أثناء الحج والعمرة، وطوال أيام السنة ولعقود مضت -ولله الحمد والمنة.
ما تفعله المملكة قيادة وحكومة وشعبًا هو امتداد لما كان يصنعه أجدادنا العرب (منذ ما قبل الإسلام) بمكة المكرمة، احتفاء بالحجاج باعتبارهم ضيوف الله في بيته المكرم وضيوف قريش وقبائل العرب، منذ عهد قُصي بن كلاب ومن بعده أبناؤه وأحفاده كهشام بن عبد مناف، وعبد المطلب بن هشام، والشهم الكريم العباس بن عبد المطلب، وكل من جاء بعدهم. فلا يمكن الإحاطة بأسماء هذه القامات والهمم العالية والأنفس العربية الأبية التي توالت على رعاية وخدمة ضيوف الرحمن. وما يتناقله الرُّكبان الآن من أخبار ومشاهد وقصص حول جماعية التفاني والإخلاص بالعمل من كل قطاعات الدولة السعودية بلا استثناء ومن المتطوعين السعوديين كافة من الجنسين الذين توافدوا إلى الحرمين الشريفين والمشاعر للتسجيل لخدمة الحجيج؛ شيء مشرف ولا يُستغرب من شباب مملكة الإنسانية مملكة العزم والحزم، فقد أثاروا إعجاب جميع ضيوف الرحمن، وسمع الكثير منا مقاطع صوتية ومصورة مصدرها من بلاد عربية والإسلامية ومن جاليات إسلامية ببلاد غربية وغيرها، كلها تثني وتمتدح الأداء الفاخر الممتاز من الجميع هنا بالمملكة تجاههم خلال أداء فريضة الحج، وأشادوا بالمتطوعين الأخيار أحفاد قصي وهشام والعباس، وأحفاد صحابة رسول الله عليهم رضوانه أجمعين.
هنا يكون مصدر التعجب عندنا بالمملكة! كيف لا يعلم هؤلاء أن هذا متأصل ومتجذر بطبعنا؟ فهو سِمَة من شيمنا وأعرافنا وتقاليدنا العريقة، ومن أحب السجايا العربية التي استلهمها - بتوفيق الله - شباب المملكة فتيات وفتياناً من تاريخ وسير أجدادهم، ولا تقبل أنفسهم ومشاعرهم أن ينسوها أو يتخلوا عنها، لا سيما أن قيادات المملكة - أيدهم الله - منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - وإلى العهد الزاهر لم يكونوا ليألوا جهداً أو يدخروا وسعاً أو يوفروا ويضنوا بمالٍ في سبيل رعاية ضيوف الرحمن حُجَّاجًا وعُمَّارًا وزوَّارًا، وفوق ذلك لم تَخْفت دعواتهم الكريمة لشعبهم الوفي بأن تكون هذه السُّنَّة المباركة ديدنهم وطبعهم، والواقع يثبت ذلك حيث تزداد - ولله الحمد - أعداد المتطوعين لخدمة إخوانهم الحجاج بكل تفانٍ وإخلاص وكرم نفس.
وتثبت القيادة الحكيمة بالمملكة وحكومتها الرشيدة والشعب السعودي الأبي الوفي عامًا بعد عام أنهم يعملون في هذا المجال والمجالات الأخرى كافة بأساليب وطرق حضارية لفتت أنظار المراقبين والمختصين حول العالم، وكذا نجاح المملكة الباهر بإدارة أضخم الحشود بمهارة فائقة خيالية، ولا تتوقف بلادنا عند درجة معينة، فالطموحات أعلى وأكبر بعون الله.