د.فهد بن إبراهيم الجمعة
قدمت المملكة الكثير من الخدمات في مختلف المجالات لحجاج بيت الله الحرام، سواء كان في الأمور الخدمية التي ازدانت بها المشاعر، أو في التوسعة التي خُدمت بها منطقة الجمرات، أو القطارات المتتابعة التي فكّت كثيرًا من الازدحامات، وأراحت الناس من عناء المشي والتنقلات.
وإن من أكبر النعم ما تقوم به دولتنا، ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، حيث حشدت كوكبة من أهل العلم، سواء كانوا من العلماء أو من طلبة العلم والمشايخ وانتدبتهم للتفرغ التام من أجل التوعية والإرشاد في موسم الحج.
وقد وفرت لهم ما يعينهم على مهمتهم من المراكز المنتشرة في مكة ومشعر منى وعرفات، وزودتهم بالكتب والأشرطة بلغات مختلفة وما يسمى الأقراص المدمجة، بل جلبت المترجمين الموثوقين باللغات الحية من أجل سهولة إيصال العلم إلى غير الناطقين باللغة العربية؛ وقد حصل -بتوفيق الله- خير كثير، وصلاح كبير، واستفاد جموع الحجيج، ورجعوا إلى بلادهم حاملين العلم الصحيح، والعقيدة السليمة، وانقمع كثير من الشرك والبدع التي انتشرت عند بعض المسلمين بسبب الجهل والتقليد الأعمى.
فنحمد الله على ما منّ به وتفضل، ونسأله المزيد من فضله، وأن يوفق ولاة أمرنا لخدمة دينه، وإصلاح عباده.
إذا ذُكرت المملكة العربية السعودية ذكر ذلك البلد المبارك وقلب العالم الإسلامي النابض حيث المكانة العالية والغالية في قلوب المسلمين.
إذا ذُكرت المملكة العربية السعودية ذُكرت الأماكن المقدسة وذُكر مهبط الوحي ومنبع الرسالة وقبلة المسلمين حيث الكعبة المشرفة والمسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي مهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم في صلواتهم، نزل فيها جبريل عليه السلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لإسعاد البشرية، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَة لِّلْعَالَمِينَ}، وهذا هو منهج هذه الدولة المباركة، حيث تبذل قصارى جهدها في إيصال الإسلام بصورته الحقيقية بمنهج معتدل ووسطية لا إفراط فيها ولا تفريط.
إذا ذُكرت المملكة العربية السعودية ذُكرت جهودها الكبيرة في خدمة الحرمين الشريفين والقيام على شؤونهما وخدمة الإسلام والمسلمين في جميع الأقطار.
إذا ذُكرت المملكة العربية السعودية ذُكر اللقب الذي يحمله ملوك هذه البلاد المباركة الراعية للحرمين الشريفين.
وإذا ذُكرت المملكة العربية السعودية ذُكر الخير الممتد إلى أصقاع المعمورة من مشارقها ومغاربها، فأياديها البيضاء ممتدة بالخير إلى الناس كافة من مسلمين وغيرهم.
إذا ذُكرت المملكة العربية السعودية ذُكر الحج والعمرة والخدمات المبذولة من جميع قطاعات الدولة وعلى رأسهم الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله تعالى، فهم يبذلون جهودًا جبارة لتقديم أرقى وأفضل الخدمات لتيسير أداء الحج والعمرة لحجاج بيت الله الحرام.
الكل في المملكة العربية السعودية من حكام وشعب يجتهدون في خدمة ضيوف الرحمن، وما نراه من دموع الفرح والسعادة من حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن من حين أن تطأ أقدامهم هذه الأرض المباركة وما يجدونه من حفاوة وكرم ضيافة واستقبال حافل من الجميع، وتمتد هذه المشاعر عند رؤية الكعبة المشرفة، فلا يكاد يدخل مسلم بيت الله الحرام إلا وقد نزلت دموع الفرح من عينيه، دموع مختلطة بدعوات لله سبحانه وتعالى، وتمتد هذه المشاعر الطيبة في أغلب المشاعر المقدسة بسبب ما يرون من خدمات تفوق الوصف، وأما لحظة الوداع والمغادرة فهي بحق من أصعب اللحظات عند رميهم للجمار وفي طريقهم إلى طواف الوداع وتوديع رجال الأمن لهم بدعوات سمعتها بأذني: (تقبل الله يا حاج، تقبل الله يا حاج)، والتي كان لها وقع كبير على مسامع الحجيج، وحينها لم يتمالكوا مشاعرهم عند سماعها ففاضت دموعهم مبتهلين إلى الله بدعوات لهذه الدولة المباركة والقائمين عليها، ومن أقوى مشاريع وبرامج الاستضافة برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله حيث يتم من خلاله استقبال آلاف المسلمين من جميع أنحاء العالم، حيث تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة في معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ ووكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الدكتور عبدالله بن محمد الصامل وجميع منسوبي الوزارة وفقهم الله بالإشراف على هذا البرنامج العظيم، ولا يقتصر جهد الوزارة على هذا فحسب؛ فهناك العديد من الجهود والخدمات ومن أبرزها التوعية الإسلامية في الحج والعمرة حيث يقوم نخبة من العلماء والدعاة والمترجمين ببذل جهد كبير في دعوة وإرشاد الحجاج والمعتمرين، ومشروع إجابة السائل على مدار الساعة بلغات العالم، وتوزيع الكتب والمواد الدعوية للمستفيدين، وغيرها كثير.
إذا ذُكرت المملكة العربية السعودية ذُكر ذلك الشعب الطيب الوفي الكريم المستمد قوته من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم من توجيهات قيادته الحكيمة.