لقد منَّ الله على بلادنا المملكة العربية السعودية بنعم عظيمة، وآلاء جسيمة، أولاها وأكبرها نعمة الإسلام التي هي خير لباس، فبلادنا هي بلاد الإسلام، ومهوى أفئدة المسلمين، ووجهة قبلتهم، ومحط أنظار العالم، بلد التوحيد والسنة، كانت وما زالت - ولله الحمد والفضل والمنّة - قائمة على الأصلين العظيمين: كتاب الله وسنّة رسوله - تهوى إليه أفئدة كثيرة من جميع البلدان بالحج والعمرة، حقيقة هناك فرائض لابد لكل مسلم أن يقوم بها، ومن أهم هذه الفرائض فريضة الحج، وها بلادنا تُكمل استعدادها لتوديع حجاج بيت الحرام بعد استقبالهم بحفاوة وترحيب حيث أدوا فريضة التي تعد ركنا من أركان الإسلام الخمسة، والتي لا يصح إسلام المسلم من دونها، لكن لابد من معرفة الحج سؤال يتبادر في أنفسنا ألا وهو: ما هو الحج؟
الحج فريضة على كلّ مسلم ومسلمة، ويشترط في الحجّ أن يكون الإنسان قادراً من الناحية الماديّة والجسميّة، بحيث يكون الشخص قادرًا على أداء المناسك، حقيقة من أعظم مقاصد الحج هو تحقيق التوحيد لله، وأن اختلاف الناس والألسن والأنساب لا تدخل في نسك الحج والعمرة، ما يدخل فقط هو شعار واحد وهو التوجه إلى رب واحد لا شريك له، وأن يلهج الحجاج بنسك وذكر واحد، والتلبية بالتوحيد هي العبارات التي يلهج بها حجاج بيت الله «لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك»، تلبية لله وحده بعيدة عن كل هتاف لا يمت للتوحيد بصلة، فلا هتاف لقومية أو حزب أو جماعات أخرى، إنه هتاف توحيد لله والحمد لله على نعمة الإسلام. لذا لابد أن نتحلى بصفات الإسلام والتقيد بتعاليمه وأن نُدرك حقيقة أهميّة الحج في كونه مؤتمراً ضخماً وكبيراً شاملاً يجمع المسلمين من شتّى بقاع الأرض، حيثُ يساعد الحج في بث وتعزيز روح الصبر وتحمل المشاق؛ وتعويد المؤمن كذلك على البذل والعطاء وغرس قيمة الكرم، وتحقيق مبدأ المساواة بين الناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم، لأنّ الحج يجمع الناس من كل الجنسيات والعروق، لذا لابد أن نكون متعاونين في تحقيق الأمن والأمان للحجاج بالبعد عما يُخل بالحج، وأنت أيها الحاج مسؤول في تحقيق ذلك حقيقة لابد أن نذكر جهود المملكة في الحج وتسهيل أداء المناسك لكل الحجاج ومما يدل على ذلك استضافة الملك سلمان- حفظه الله- للحجاج حقيقة كل ما أسمع وأُشاهد السعودية وحكامها ينتابني فخرواعتزاز بكل إنجاز، نعم نقول الملك سلمان فخرلكل عربي مسلم وتوجيهه- حفظه الله- باستضافة ضحايا حادثة نيوزيلندا،لحج هذا العام تأكيد على أهمية الدور السعودي في تعزيز قيم الـ الاعتدال ونبذ العنف ولم تدخر المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- جهدًا إلا بذلته في سبيل تذليل الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين. ولم تتوان المملكة يومًا من الأيَّام عن تسخير كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية من أجل تسيير أعمال الحج والعمرة وخدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إليها من كل حدب وصوب، وإن مشروعات التطوير والتوسعات التي لم تتوقف طيلة العقود الماضية رغبة في تيسير أعمال الحج والعمرة وسلاسة أداء المناسك وحماية للمعتمرين وسلامتهم لخير شاهد ودليل، فمن يقصد المملكة سيلحظ كل عامتجديدًا وتميزًا في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، فالجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة السعودية لراحة وخدمة ضيوف الرحمن تشهد تطورًا كبيرًا عامًا بعد عام، مما سهل على المعتمرين أداء عمرتهم بيسر وسهولة وفي جو إيماني روحاني مبهر، وكذلك أريد أن أوضح جهود رجال الأمن في الحرم وتقديمهم المساعدات لكل المعتمرين حيث التعامل والأسلوب الراقي واللين حيث لا يتوانون عن أداء واجبهم الوطني والديني الكبير.