د. صالح بن سعد اللحيدان
أصل القيام.. هكذا أنه مصدر قام قياماً.
وعلى هذا فالقيام من المشترك اللفظي ولا خلاف فيما أعلم .. والله تعالى أعلم.
1/ فيقال الناس قياماً .. أي في حال وقوف.
2/ وقيام (بتشديد الياء) وهو قليل أي يقوم على غيره.
3/ ويقال قيام هو النهوض فجأة، النهوض طراً قال سبحانه وتعالى: (فإذا هم قيام ينظرون).
4/ وقيام: صفة مستقلة إذا أخرجنا ذلك من المصدرية.
5/ وقام: نهض وترك.
6/ ويقوم: على الفعل المضارع يتحرك ناهضاً.
7/ ومثل ذلك مايختص بالأنثى سواء بسواء.
8/ ويقوم: يعمل، يُقال: قام ويقوم بالعمل.. يقوم به.
9/ ويقومون يقفون.. أو يعلمون بحسب القرينة.
10/ وقام الأمر.. بدأ .. يبدأ.
11/ ويقوم الأمر يطبق ويستمر.
12/ وقامت الساعة: جاءت إن هي أو بعلاماتها
.13/ وقامت الأرض: ازدهرت.. واخضرت.
14 : وقام الماء: استمر جارياً.
والقيام له حالات ثلاث حسب علمي من خلال السياسة القضائية وسياسة الإدارة العليا والتحليل النفسي.
فالأول القيام المطلق: وهذا يوصف به العظماء (الذين تمكنوا تحمل الأمور الثقيلة ابتداءً دون مؤازرة أومعاضدة، وهذه (موهبة) في أصلها الجبلي الخلقي.
وهذا النوع قليل خلال القرون.
لكم من صفات هذا النوع مايلي:
1/ استواء البدن (الجسم).
2/ سجية العدل والخلق (بضم الخاء).
3/ قلة الخطأ وعدم تكراره.
4/ الميل للنوم مبكراً وتكاد هذه الحالة أن تصل إلى 99 %.
5/ ترك الشك مطلقاً.
6/ شدة الاعتبار بالتجارب والحوادث.
7/ الحذر ممن يتزلف فهو بنيه قوي القطع.
8/ لديه كره طبعي للعبث أو الدعابة وإن كان هو بنفسه حسن الخلق جداً.
9/ تشعر بالأمن والراحة إذا صاحبته فأنت تهابه جداً لكنك لا تخاف منه لعدله وشهامته.
10/ قليل الكلام، قليل الحركة يهابه القريب أولاً.
الثاني القيام المقارب:
1/ يميل هذا النوع إلى الطول قليلاً.
2/ سريع الغضب لكنه يكتمه.
3/ شديد الحذر ولهذا قد يخطئ كثيراً.
4/ يميل لحب المتعة والطرفة.
5/ ذكاؤه أوسع من (دهائه) ولهذا قد تفوته كثير من الأمور.
6/ له آمال طويلة.. وعريضة.
7/ ينحو نحو العجلة وقليل الندم.
8/ يبذل المال لكنه لذاته وآماله.
9/ لا يعرف نفسه كثيراً لكنه يظن ذلك.
10/ لديه أريحية جيدة وروح فراحه لكنه يتحامق.
11/ مشكلة هذا أنه يتقبل الإهانة ممن يخافه أو يرجوه لكنه أبداً لا يتقبلها من الضعيف.
12/ لم يوجد بين هذا النوع من أفاق.
الثالث / القيام المقيد:
هذا النوع مسالم جداً وله حالات منها:
1/ أنه مسالم في كثير من المواقف.
2/ قد يقدم والدته على والده (وهذا وجد كثيرا).
3/ له طموح ووضوح رؤية وذكاء.
4/ يجامل ليصل إلى مراده.
5/ يتصف بقوة الشخصية المركبة.
6/ يقبل الوشاية دون تحليل أو معالجة عقلية جيدة.
7/ لديه (صفاء ذهن) لكنه صفاء ذاتي.
8/ لا يحب أبداً أن يوقف له على خطأ.
9/ يمتاز هذا النوع بمحبة ولده والسعي لهم وعليهم حتى ولو كان على حساب أبويه.
10/ له هيبة وحضور لكن ذلك ذاتي النفس.
11/ يعلل الأخطاء حتى الكبائر ليسلي نفسه.
12/ حلو المعشر جداً وخدوم لكنه إذا كره، كره.
13/ غالب هذا النوع والثاني لا يسلمان من (دعوة مظلوم).
14/ لم يوجد بين هذا النوع ممن يعتذر خاصة كبائر الجرائر.
بقي القول عن هذا وماسبق أن الحياة على قصرها يراها الثاني والثالث هي كل شيء ، بينما الأول (القيام المطلق) ليس كذلك لأنه ذو حذر عقلي جيد سباق، ولهذا يتصف هذا النوع سياسة الحياة على وجه جيد قائم متين، من أجل ذلك كم كنت وغيري من ذوي الاختصاص الدقيق نود أن يصالح المرء نفسه ويصدق معها ليعرف ماله وماعليه.
وليس عيباً استشارة قريب عاقل متمكن ولو كان عامياً أو زيارة طبيب نفسي جيد موهوب لا للعلاج لكن من باب التبعير لأن التبعير حالة ضروية مثلها مثل الدم كل ستة أشهر مثلاً.
ولعل كتاب (الإنسان ذلك المجهول ) وهو مطبوع ومشهور وكذا كتاب (مذكرات تشرشل ) تفي ببعض الفرص إذا وهب القارئ حسا جيداً وكذا ( مُعجزة فوق الرمال) فهو كتاب روائي جيد قد يُفيد الحس وصدق التوجه.
**وأصدق إذا قلت إن لحيل النفس وطغيان العاطفة وتلاعب الهوى أمرا بالغ الضرر على العقل وما تأتي مشاكل الحياة غالبها إلا بسبب النفس وسبل حيلها وتغطية العقل أن يتدبر أويحاكم أو يبصر الطريق الصواب أو يبصر السبيل الدائم لتكون الشخصية سوية وقائمة على سوقها بسبيل واضح ونهج سليم مبين وليس ثمة أصغر على المرء رجلاً كان أو امرأة من لوم العقل له حينما يتحرر من النفس ويتحرر من العاطفة لأن لا يبقى هناك إلا الندم بعد مضي العمر والحسرة وإن برد المرء وعلل فإن الندم والأسف والحسرة كل ذلك هو الوبال فيما يمضي رويداً يوداً وتقترب الشمس إلى الأفول.