عثمان بن حمد أباالخيل
يذكر معجم لسان العرب أن الألم يعني الوجع، والجمع آلام أو الْآمِي ومن مِنا لا يتألم، والألم له وجهان وكلاهما مؤلمان ألم جسدي وألم معنوي أو ربما له مسمى أو مسميات أخرى. والألم إحساس سلبي وعدم الراحة، ربما هناك من يسأل أين مكان الإحساس بالألم في جسم الإنسان هناك من يقول القلب هو مركز الشعور بالألم وهناك من يقول الألم ينتقل من خلايا الجسم إلى الدماغ حيث يتم الشعور بالألم، القلب والمخ هما المسؤولان عن الألم أو ربما أحدهما. تختلف درجة الشعور بالألم من إنسان إلى آخر حتى وإن كان المسبب واحد، وهذا مرده إلى الكيمياء الخاصة بالمخ.
كل ما يحدث للإنسان من تقلبات في حياته إنما هو قدره المكتوب فعجلة الحياة تمضي قدماً بكل أقدارنا من فرح وترح وخوف ومرض وألم. تختلف مشاعر الألم عند كل إنسان، ما بين آلام جسدية وأخرى معنوية، ترى أيهما أشد ألما الجسدية أم المعنوية، شخصيا أرى الألم المعنوي أشد إيلاما وألماً وهذا ما مرّ في حياتي وفي دائرة حياتي الصغيرة والأخرى الكبيرة. لو ضربت طفلا ضربة خفيفة وأنت «توبخه» لبكى. ولو ضربته ضربة قوية وأنت «تمازحه» لضحك لأن الألم النفسي أو المعنوي أشد إيذاء من الألم الجسدي فحري بنا أن نحاسب أنفسنا من أن نؤلم الآخرين بلفاظ نابية وعبارات جارحة ونفرح حين نراهم يتألمون. عند البعض هناك الآلام كبرتْ وعشت معهم طيلة حياتهم إنها الألم من لهم في القلب معزّة والذين يجرحون ويمضون في الحياة إنه الألم الرومانسي. أقتبس (إن الذاكرة والألم توأمان، لا تستطيع قتل الألم دون سحق الذاكرة) غادة السمان. كم أتمنى أن نجمد الألم عند وضع الثلج مكان الألم كما يفعل لاعبو كرة القدم حين يصابون إصابة الملاعب هل هذا ممكن؟.
هناك من يكبر ويكبر معه ألم السنين سنين الشيخوخة إنهم لا يتحملون عبء الشيخوخة لأنها الألم الحقيقي إلا من أدرك أنها الحياة وأنه القدر وكل شيء بقدر وعليه التعايش مع هذه المرحلة والتوكل على الله فهناك من عيونهم عليه. للأسف هناك من الناس من يؤلم بقصد الألم لماذا نؤلم ونصر على الألم ألسنا نشعر بألمهم حين يتألمون كيف ذلك وقلوبهم أقسى من الحجر، ألا يكفينا الآلام التي نصادفها ونعيشها في حياتنا دون أن تطلب الإذن أو تطرق أبواب عقولنا أو قلوبنا.
وفي الختام أقتبس (الوقت ينسي الألم ويطفئ الانتقام، بلسم الغضب ويخنق الكراهية، فيصبح الماضي كأن لم يكن) ابن سينا. ربما الوقت ينسي لكنه لا يقضي على الألم خصوصا الألم المعنوي الذي يعيش ويترعرع عند الكثير من الناس ويتحول إلى شجرة جذورها في أعماق الأرض وربما ينتقل من جيل إلى جيل آخر أليس هذا واقعا أم كان واقعاً.