نوف بنت عبدالله الحسين
مع نسائم الخير والبركات.. وهطول المطر والرحمات.. يسطع بياض الحج كأجمل التقاطة بصرية وذهنية، يمكن أن تحدث في أجواء روحانية، تتكرر كل عام، وكأنها تحدث لأول مرة بالدهشة نفسها والفرحة نفسها..
هكذا كنا نتأمل مشاهد الحج عبر لقطات حية ومباشرة، وأخرى كانت وليدة الموقف بكل عفوية وصدق.. يتسرب ذلك الشعور الجميل ونحن نتداول صور الحج وفرحة الحجاج ودموعهم التي لامست قلوبنا وأرواحنا..
فكم من تآلف تترجمه الصورة بين المسلمين.. نقرأ في وجوههم الشكر، ونترجم من ابتساماتهم الامتنان، ونلتقط معاني بيضاء في مشاهد تجعلنا منشدين لعِظَم هذا الدين الذي وحَّدنا وجعلنا قريبين..
كل شيء يصغر عند الحج إلا الإنسانية، تكون حينها عظيمة، وتكون اللحظة عند المسلم ثمينة، يستثمرها في أيام معدودة، زاهدًا في الدنيا مختليًا بنفسه وكله، يستعرض حياته وماذا قدمت يداه؛ ليعود كما ولدته أمه خاليًا من الذنوب والخطايا، متعلمًا تعليمًا تطبيقيًّا معنى أن لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج..
ثم تجد على جانب الصورة أولئك الذين نالوا شرف خدمة الحجاج، صغارًا وكبارًا، نساء ورجالاً وأطفالاً، يتسابقون نحو الخير، يترجمون معاني الإحسان في العمل ابتغاء مرضاة الله في خدمة إخوانهم الحجاج من كل بقاع العالم.
كم من دروس نتعلمها من الحج كل عام، وكم من معانٍ نستخرجها من تلك التفاصيل التي تحرك مشاعرنا نحو رحمة واحدة، وزّعها الله على البشر، وجعل رحمته تسع كل شيء..
اللهم تقبّل من الحجاج حجهم، ومن المتطوعين عملهم، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين. والحمد لله رب العالمين.