سهوب بغدادي
إن لانتشار الأشجار في المدن مزايا عديدة، منها زيادة نسبة الأكسجين في الجو، وتنقيته، كما تعمل على تخفيف حرارة الشمس، والتقليل من تلوث الهواء، إضافة إلى الحد من الضوضاء، وأخيرًا إضفاء منظر جمالي على المكان. لفتني كثيرًا موقع أمانة الرياض بالكم الهائل والمفيد من المعلومات المتوافرة عن أنواع الأشجار والنباتات الصحراوية التي تصلح لبيئتنا الجافة، إلى جانب النخيل بالطبع؛ فلقد اطلعت على نباتات لم أسمع بها، ولم أعلم بأنها تصلح لبيئتنا، كنبات القسط بأنواعه، والياسمين، والشيح، والنيم، والطلح، والثيبوبيا، والسدر.. إلخ. إن حضارة المدن عادة تُقاس برعايتها الأشجار والمساحات الخضراء. وفي هذا السياق أعجبني برنامج أمانة منطقة الرياض «شجرة لكل مبنى»؛ إذ يهدف هذا البرنامج إلى زيادة وتيرة التشجير، وزيادة نسبة الفرد من الرقعة الخضراء، وزيادة عدد الأشجار والعناية بها عن طريق حملات مقننة، هي حملة تشجير الشوارع الداخلية والأرصفة المنزلية والمنازل والمراكز والمنشآت. ومن الجدير بالذكر أن المشاركة في البرنامج متاحة للجميع، ويُمنح المشارك شهادة عضوية لمدة عام.
من الجميل أن نرى تعميمًا لمثل هذا البرنامج ضمن مبادرات للجهات المختلفة من وزارات وهيئات وجامعات.. وما إلى ذلك؛ لتصبح مدن المملكة خضراء كرايتها، ويصبح المجتمع مرتبطًا بأرضه أكثر فأكثر.. فإضافة إلى مميزات التشجير المذكورة أعلاه نجد العديد من الأشجار دائمة الخضرة في مناخنا، ولا تحتاج إلى كميات كثيرة من المياه، مع سهولة الصيانة والمحافظة عليها، إضافة إلى امتيازها بالأمان للبنية التحتية للمباني.
وختامًا، نذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مسلمٍ يغرسُ غرسًا أو يَزْرَعُ زَرْعًا فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلا كان له به صدقة».