خالد الربيعان
«جماهير النادي الغاضبة تقول: اشتروا لاعبين! «.. هذا يا عزيزي عنوان جريدة الديلي ميرور البريطانية عام 1963! عن جماهير آرسنال، التي غضبت على إدارة النادي وتطالبه بالصفقات وتقوية الفريق.. نفس ما يقال الآن في عام 2019.. دليل بسيط أن الجماهير العاشقة للنادي لن يتغير فكرها.. فهي تريد دائمًا الفوز.. البطولات.. الأداء القوي والجميل..
حسنًا آرسنال العام الماضي ومن جانب مالي: فقد قام بصفقة مع أديداس الألمانية لتصنيع وإنتاج وتسويق قميصه.. صفقة قفزت برعاية قميص النادي من 34 مليون جنيه مع «بوما».. إلى 60 مليون مع «أديداس»..في الموسم! جاعلة النادي في المركز الرابع بين أندية العالم في بند: أعلى عقود رعاية القميص!
نعود مرة أخرى ونقول: هذا لا يهم الجماهير! لأنها لا ترى الجوانب المالية بل ولا تهتم بها.. إنها تريد أداء ومتعة ونتائج!، لذلك تنفق الأندية كثيرًا على استقدام اللاعبين، كل موسم!، ونادرًا ما تجد ناديًا لا يجلب لاعبين ولو واحدًا..وهنا تجد الفجوة الهائلة بين إمكانات نادٍ وآخر.. مما يؤثر في النتائج!
فمانشستر سيتي أنفق على دفاعه فقط الموسم الماضي 200 مليون جنيه، ومنذ مجيء جوارديولا: مثلهم على مركز المدافع الأيمن، والموسم الماضي أيضًا كان عدد الراحلين من الفريق 24 لاعبًا! فريق كامل.. مع فريق آخر -22 لاعبًا- تم شراؤهم، الصفقات تتم.. كل موسم.. احتاج الفريق أم لا.. والإدارة جاهزة للإنفاق!، لذلك عندما سألوا المدرب الداهية مورينهو: من تُرَشِّح للبطولة الإنجليزية هذا الموسم: قال ـ ليفربول وتوتنهام وآرسنال والسيتي.. والفريق الاحتياطي للسيتي!
هو يرى أن سياسة الشراء هناك في مكان وباقي أندية العالم في مكان آخر.. لذلك المنافسة معه على اللقب الإنجليزي صعبة، من جانب آخر فسوق الانتقالات قبل كل موسم: هو موسم «الوكلاء»! أنفقت الأندية الإنجليزية الموسم الماضي 260 مليون باوند تحت بند «عمولات الوكلاء والوسطاء»..
والحل هو «اقتناص الفرص»، الصفقة المربحة للنادي: ماديًا وتسويقيًا.. والأهم فنيًا.. والأمثلة عديدة على صفقات من هذا النوع، أبرزهم ليستر سيتي الذي حقق لقب البريمرليج بفريق يساوي نصف قيمة دكة الاحتياط لأي نادٍ من كبار إنجلترا، كان أبرزهم رياض محرز الذي كان قد اشتراه بـ400 ألف باوند فقط!، السير أليكس اشترى الحارس «شمايكل» بنصف مليون جنيه فقط، فيما بعد حقق مع مانشستر يونايتد 5 بطولات دوري إنجليزي، ثم أطلق عليه: صفقة القرن!
السير نفسه تعاقد مع الأسطورة الفرنسية «كانتونا» بمليون و200 ألف جنيه فقط من ليدز... ثم لا تسأل عن كانتونا.. اليوتيوب يمكن أن يجيبك عما فعل!، تيري هنري أتى لأرسنال من يوفنتوس بـ11 مليونًا، ليفاندوفسكي هداف الدوري الألماني، جاء به بايرن ميونخ من دورتموند: مجانًا!، ليفربول يشتري كوتينهو بـ8.5 مليون باوند، يبيعه لبرشلونة بـ 145 مليون يورو!
والأمثلة كثيرة على هذه السياسة، وهي من اختصاص من هو على كرسي الرئاسة بالنادي أو المتحكم بأموره، فبدراسة حالات الإفلاس والديون الشديدة للأندية الرياضية، كان دائما ًبند الانتقالات ومستحقات اللاعبين والوكلاء هو السبب المباشر والأول، أخيرًا نقول إن الأداء الفني والنتائج لا تتناسب طرديًا مع حجم وقيمة الصفقات.. فتوتنهام لم يشتر لاعبًا واحدًا الموسم المنتهي تنفيذًا لخطة رئيسه لبناء ملعبه الخاص، نفس الموسم الذي وصل فيه لنهائي دوري الأبطال.. لأول مرة في تاريخه.
إذن الفائز وسط هذه الدوامة هو: الرئيس الذكي!.. الذي يستعين بكشافين وخبراء: يأتون بـ «الذهب» بسعر قليل! وقتها يحقق الرئيس عدة أهداف بضربة واحدة، فهو يرضي الجماهير، يقوي الفريق، يوفر المال، يقلص نسبة الوسطاء، يلبي احتياجات المدير الفني «الحقيقية»!
منصة الاستثمار الرياضي
هذا الموسم تم تدشين منصة استثمارات الأندية، وهي منصة إلكترونية تستقبل مشاريع وأفكار التسويق والاستثمار الرياضي، والهدف منها: التسهيل على من يرغب في الاستثمار الرياضي بالأندية السعودية، حفظ حقوق النادي في حالات انتهاء العقود، توحيد العقود وملاءمتها قانونيًا، تسهيل الموافقات، اختصار زمن دراسة الطلبات، واستثناء الإعلان عن فرص الاستثمار بالأندية في الصحف لتقتصر على: موقع النادي، موقع هيئة الرياضة، ومنصاتهما بالتواصل الاجتماعي، الأهم من ذلك هو إصدار «لائحة استثمارات الأندية» وهو أمر يهم المستثمرين في القطاع الرياضي السعودي.. جدًا.