عاش بهدوء، ورحل بضجيج الدعاء له بالرحمة.. فهنيئًا له محبة الخلق. نعم الرجل النقي التقي.
عن أنس - رضي الله عنه - قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرًا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وجبت»، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرًّا فقال النبي - عليه الصلاة والسلام -: «وجبت»، فقال: عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: ما وجبت؟ (يسأل الرسول - عليه الصلاة والسلام -)، فقال الذي لا ينطق عن الهوى: «هذا أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرًّا فوجبت له النار. أنتم شهداء الله في الأرض» متفق عليه.
فالله الحمد والمنة؛ الجميع كان يثني على سمو الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - من كل شبر في هذه الدولة المباركة، يثنون عليه بصفات وكلمات هي على سبيل المثال وليس الحصر: العبد الصالح النقي التقي، الزاهد الورع.. فهنيئًا لأبنائه البررة بأب رحل عن هذه الحياة وهو يملك هذه الصفات الخيرة بشهادة الجميع، وهنيئًا لهم بمحبة المجتمع السعودي لوالد الجميع سمو الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود - غفر الله له -.
وعندما قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بزيارة أخيه الأكبر في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - أوصاه بكلمات، تُكتب بماء الذهب؛ أوصاه بطاعة الله في السر والعلن؛ قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ}. أحسبة كذلك والله حسيبه. والد الجميع سمو الأمير بندر بن عبدالعزيز - غفر الله له - لم يوصِ أخاه خادم الحرمين الشريفين بأبنائه؛ لأن هذا العبد الصالح التقي النقي علم أن الله يتولاهم، وأيقن بقوله تعالى: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}.
ربَّى أبناءه من الصغر على تقوى الله ومخافته في السر والعلن، وأنبتهم نباتًا صالحًا حسنًا.. فنعم الأبناء البررة في كل مجلس، وكل زمان ومكان، يُذكَرون بالخير والمحبة، ومن قبلهم والد الجميع صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود - غفر الله له - الذي رحل عن هذه الحياة الفانية ولم يهمه منصب أو شهرة، وكان كل همه إرضاء خالقه. عمل في دنياه لأجل آخرته، وباع هذه الدنيا بكل ما تحمله من جمال وزينة لأجل آخرته، وكان همه وتفكيره في قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا. حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا}. أحسبه كذلك والله حسيبه.
في مجلسه لا تسمع إلا ما يرضي الله، من قال الله وقال الرسول. في مجلسه كان يسأل عن الصغير قبل الكبير حتى أنه كان يسأل أقل العاملين عنده عن أحواله وعن أبنائه. كان - رحمة الله عليه - أبًا رحيمًا كريمًا للجميع من واقع تجربة عشتها مع هذا العبد الصالح النقي التقي صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود غفر الله له.
اللهم ارحمه واغفر له، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واجعل قبره روضة من رياض الجنة. اللهم اجزه بالإحسان أحسانًا، وبالسيئات غفرانًا. اللهم عافِه واعفُ عنه، واغسله بالماء والثلج والبَرَد، ونقِّه من الخطايا والذنوب كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلاً خيرًا من أهله، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار. اللهم آمين. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك لمحزونون. وصلى الله وسلم علي نبي الرحمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
** **
- عبدالله بن محمد النوفل
alnofal678@gmail.com