فهد بن جليد
علامات النجاح كانت بادية على مُحيَّا موسم الطائف «مصيَّف العرب» مُنذ الأيام الأولى لانطلاقته بفضل برامجه وفعالياته الضخمة والفريدة والمتنوعة، بالرغم من مُصادفتها بداية «موسم الحج» بزخمه الكبير، والجهود العظيمة التي كرَّستها جميع القطاعات التنظيمية السعودية لإنجاح -الحج- كمناسبة عالمية سنوية شرَّف الله بها بلادنا، وها نحن نعيش آخر «أيام التشريق» إيذاناً باكتمال الموسم بحمد الله على خير ما يرام، بفضل ما هيأته المملكة من إمكانات مادية وخبرات بشرية، أثبتت للعالم أنَّ السعودية «بلد عظيم» قادر على العمل على عدة أصعدة في وقت واحد بكل كفاءة وإتقان، «جنود في الحج» أبهروا العالم، و»جنود على الحد» سطَّروا أروع صور التضحية والصمود، وجيوش تنظيمه منتشرة في كل منطقة ومدينة سعودية «بعشرات» الفعاليات والمناسبات المتنوعة والجاذبة الخاصة بالعيد وإجازة الصيف، وعلى رأسها موسمي «الطائف والسودة «بكل ما يحتاجانه ويتطلبانه من إمكانات وقدرات بشرية ومادية كبيرة.
نعود لموسم الطائف الذي قدَّم نفسه «كموسم استثنائي»، استطاع بقربه من المشاعر المقدسة الحفاظ في «مرحلته الأولى» على الأجواء التي تتناسب مع روحانية الظروف الزمانية والمكانية، ليستمتع زواره بأجوائه الممتعة وبرامجه السياحية التي تناسبت مع هذه الخصوصية، واليوم هو على موعد جديد ليفتح صفحة أخرى بإطلاق فعالياته السياحية ونشاطاتها الفنية والترفيهية بكامل طاقاتها وبرامجها، ليعيش زوار الطائف أياماً سياحية بامتياز تعيد لهذه المحافظة مكانتها العربية الكبيرة كمنطقة جذب سياحي، بما تتمتع به من أجواء مُعتدلة، وطبيعة خلابة، وبرامج وفعاليات سياحية مُتنوعة تناسب كافة أفراد الأسرة العربية، فالطائف اليوم بمكانتها التاريخية وموقعها الجغرافي، تعيد رسم واقعها السياحي الجاذب للمُصطافين، لتفتح بكل هذا «صفحة جديدة» تقفز بها صوب مقدمة الخيارات والوجهات السياحية في المنطقة.
إعادة صياغة المكان وصناعة الإنسان «محوران أساسيان» -برأيي-أنَّ الطائف تراهن عليهما في موسمها، الذي سيخلف عشرات المشاريع السياحية الجديدة، والفُرص الجاذبة، ويعيد بناء «إنسان المنطقة» ليكون على الموعد كعنصر جذب إضافي، بمنحه الخبرة والكفاءة اللازمة، للعمل السياحي بكل احترافية واقتدار، ولعلَّ الفُرص الوظيفية المتنوعة التي منحها الموسم لأبناء وبنات الطائف ستحدث هذا الأثر، وتصنع المُستقبل لتكون الطائف بالفعل» المصيَّف القادم» الذي يتهافت إليه العرب.
وعلى دروب الخير نلتقي.