جنيف - واس:
نوّهت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، بالجهود الناجحة التي بذلتها المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الصحة خلال موسم حج هذا العام 1440هـ، دون الإبلاغ عن حدث واحد من أحداث الصحة العامة أو فاشيات الأمراض في صفوف الحجيج.
وأعربت المنظمة في بيان لها، عن خالص شكرها وعميق تقديرها لجميع أبطال ومتطوّعي الرعاية الصحية على تفانيهم في تقديم خدمات الرعاية الصحية لما يزيد على 2.5 مليون حاج.
وقالت المنظمة: إن موسم حج هذا العام جاء في وقت تُحدِق فيه أخطارٌ عديدةٌ بالصحة العامة العالمية، فمؤخراً أعلنت المنظمة فاشيةَ «الإيبولا» طارئةً صحيةً عامةً تثير قلقاً دولياً، وتتطلب استجابة عالمية، إضافة إلى أمراض الكوليرا والحصبة وشلل الأطفال وغيرها من الأمراض المُعدية التي لا تزال ترِد بها تقارير من بلدانٍ كثيرةٍ يشارك مواطنوها في الحج، الأمر الذي يُسلِّط الضوء على الحاجة إلى الكشف المبكر عن طوارئ الصحة العامة والاستجابة لها في الوقت المناسب. وأضافت أن هذا ما حدا بوزارة الصحة في المملكة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، إلى تطوير أداة لنظام الإنذار الصحي المبكر، بهدف تيسير أنشطة الكشف والاستجابة، حيث تلقَّت هذه الأداة الجديدة هذا العام أكثر من 100 إنذار بإشارات تسبق الأحداث الصحية وحقَّقت الجهات المعنية في المملكة في جميع الإشارات على الفور، ومن ثم نفَّذت تدخلات مناسبةً بشأنها، موضحة أن تلك الإشارات لم تمثّل أية طارئةً صحيةً عامة. وأشارت إلى أن الجهات الصحية في المملكة وفي إطار نظام الإنذار الصحي المبكر تصدر تحديثات يوميةً حول الوضع؛ وهو ما يعكس التزامها القوي بالشفافية.
وأفاد البيان بأن فريقًا من المنظمة زار مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات في منى ومزدلفة وعرفات وتعرف على العمل المُنجَز على الأرض، مشيراً إلى أن الزيارة الميدانية أثبتت أن نظام الإنذار المبكر مُطبقٌ ويعمل جيداً.
وأوضح أن المنظمة تعاونت مع الجهات الصحية في المملكة في تقييم توفُّر خدمات الرعاية الصحية في المرافق الصحية في المشاعر المقدسة باستخدام أدوات المنظمة القياسية وأن من شأن نتائج هذا التقييم أن يفيد في مواصلة تعزيز الخدمات وتلبية احتياجات الحجاج.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن المملكة استعدت خيرَ استعدادٍ للوقاية من المخاطر المرتبطة بالتجمعات البشرية الحاشدة والاستجابة لها مثل أمراض الحرارة، والتسمم الغذائي، وكان لمستوى التأهُّب الرفيع الفضل في خفض عدد الحالات إلى أقل معدلاته، فلم تُسجَّل قضايا صحيةٌ جوهرية في صفوف الحجاج هذا الموسم. وأشادت منظمة الصحة العالمية بالمستوى الرفيع من التنسيق والتعاون بين جميع القطاعات في المملكة طوال موسم الحج، حيث كان هذا النهج التعاوني المتعدِّد القطاعات جلياً في الميدان، منوّهة بعمل جميع القطاعات فوق ما يمليه عليها الواجب، ووظَّفت كل مواردها، وبذلت كل ما أوتيت من جهدٍ حتى يستطيع الحجاج الذين يعانون من حالات صحية حرجة استكمال مناسك حجهم، مشيرة إلى أن الإخلاء الطبي الطائر الذي نفَّذته عدة قطاعات واحداً من أمثلةٍ عديدة. وأثنت المنظمة على فعالية تدابير التخفيف من آثار أحداث الصحة العامة التي اتخذتها وزارة الصحة في المملكة لضمان أن يخرج موسم الحج بأمان وسلامة.
ودعت منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة، جميع البلدان إلى الالتزام بالاشتراطات والتوصيات الصحية المتعلقة بالحج التي تصدر على نحو مشترك والرصد باستمرار أي أخطارٍ تُحدِق بالصحة العامة قد ترتبط بعودة الحجاج إلى بلدانهم، مشيرة إلى أن المنظمة تعمل مع جميع دولها الأعضاء لتقوية أنظمة ترصُّد الأمراض، وتعزيز الإبلاغ عن المخاطر، داعين لجميع الحجاج بأن يعودوا سالمين إلى بلدانهم بعد أن أنهوا مناسك حجهم.