أ.د.عثمان بن صالح العامر
أبارك لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين نجاح موسم حج هذا العام، وتنعُم الحاج والمقيم، المواطن والزائر في ربوع هذا الوطن المعطاء المملكة العربية السعودية بعيد الأضحى المبارك والكل يرفل بثوب الأمن والأمان ولله الحمد والفضل والمنَّة، وكل عام والجميع قيادةً وشعباً بخير.
إن مما يسجّل بفخر لشباب الوطن وفتياته في موسم حج هذا العام كثرة المبادرات النوعية المتميزة وتنوّعها وجودتها، التي تتماشى وتتماهى بشكل مدروس مع رؤية المملكة 2030، ولا أدل على ذلك من مبادرة (الطريق إلى مكة) التي سهلت على حجاج العالم إجراءات القدوم إلى هذه البلاد المباركة، وزوّدتهم بقائمة الخدمات التي ستقدّم لهم حين يفدون إلى البقاع المباركة وهم في بلادهم، ورفعت عنهم مشقة الشخوص للسفارة السعودية في ديارهم من أجل الحصول على تأشيرة الحج، والانتظار الطويل عند شباك الجوازات حين القدوم، واستلام العفش في المطار و...، وهذا لم يكن ليتم لولا توفيق الله عزَّ وجلَّ ثم دعم وتحفيز وتشجيع القيادة الحكيمة، وكذا التوظيف الأمثل للتقنية من خلال منصات إلكترونية متخصصة، وتكاتف وتعاون جميع الجهات ذات العلاقة، ووجود كفاءات سعودية متعلّمة ومتدربة وذات خبرة ودراية تفكر وتطبّق، تخطط وترسم وتطور.
إن مما يثلج الصدر ويسر الخاطر ويفرح القلب أننا نسجّل ولله الحمد والمنة نجاحات متتالية في مساراتنا التنموية والخدمية المختلفة، وبعقول وأيدٍ سعودية 100 % على ثرى تراب أرضنا الطاهر المملكة العربية السعودية، في ظل المراهنات والتحديات التي تعقدها دول وجماعات قريبة - للأسف الشديد - وبعيدة حيال قدرتنا على تخطى العقبات، وتجاوز المحن والملمات التي تنسج خيوطها وتبرم عقودها سراً وفِي الخفاء محصلتها النهائية الإيقاع بِنَا، وضربنا في جذر وجودنا وضمان سلامتنا وسبب تميزنا (عقيدتنا، وقيادتنا، ولحمتنا الوطنية الداخلية، وأسرنا المحافظة الوسطية المتعلمة المتزنة، وعلاقاتنا الإستراتيجية الخارجية)، وسنظل رغم كل ذلك - بإذن الله - نقف سداً منيعاً إزاء كل كيد ومكر وخديعة عسكرية أو سياسية أو فكرية عقدية أو اقتصادية أو اجتماعية يريدون بها زلزلة الأرض من تحتنا، وخرق سفينة مجتمعنا، والنيل من أمننا، وسلامة أراضينا، وشق صفنا، وهز ثقتنا بولاة أمرنا وعلمائنا وقادة الرأي فينا، وتشتت وحدتنا خلف قيادتنا أدامها الله، وتدمير نسيجنا الداخلي، وزعزعة كياناتنا الأسرية الآمنة، وفِي ذات الوقت نسابق الزمن من أجل غد سعودي أفضل وأميز:
- بتوفيق من الله وعون أولاً.
- ثم بوجود قيادة عازمة وحازمة.
- وجنود بواسل، ورجال أمن أشاوس يذوّدون بالروح والدم عن حياض وحدود بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية.
- وركعاً سجداً لله، يرفعون أكف الضراعة للرب العليم بالدعاء الصادق حين يكون المساء والناس نيام، يسألونه وهم في جنح الليل الدامس أن يحمي هذه البلاد، ويحرسها ويحفظها ويرعاها ويقيها شر من به شر فهو وحده القوي القادر سبحانه وتعالى، وأمره إذا أراد شيئاً قال له (كن فيكون).
- وبأقلام وتغريدات واعية ومدركة حجم المعركة وشراستها وتنوّع أسلحتها، تدافع وتنافح وتكافح في وسط معمعة حرب إعلامية قذرة تشن على بلادنا المباركة، ودمت عزيزاً يا وطني وكل عام وأنتم بخير وإلى لقاء والسلام.