سهوب بغدادي
فيما تعد الترجمة بأنواعها وطرائقها أداة فعَّالة للتواصل بين الشعوب المختلفة للتعبير عن احتياجاهم ونقل المعلومات من المرسل إلى المستقبل بشكل واضح لضمان الحصول على الحاجة المرجوة والانتفاع المتبادل في شتى المجالات وكما تعكس الترجمة في وقتنا الحالي تقدم الشعوب في مجالات العلوم والمعرفة والفنون وما إلى ذلك.
إن الدور الاستثنائي الذي تلعبه الترجمة منذ الحضارات القديمة إلى يومنا هذا في النطاقات الاجتماعية والعلمية والثقافية أمر يستحق التأمل في الدور الإيجابي لها والذي يكمن في نقل المعلومات التي بدورها تشكل ثقافة متكاملة عن شعب ما. فالترجمة أداة وظاهرة بحد ذاتها تلي أو تسبق الإنجازات فتحرص الدول المتقدِّمة بنقل مفردات إنجازاتهم في مجال التقنية لنا على سبيل المثال ومن ثم تبني هذه المفردة وتطبيعها مع اللغة الهدف لتصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة الفرد المستقبِل، وأشدد على دور الترجمة في نقل أو تغيير الصورة النمطية عن شعب ما، فالترجمة تحتمل طرائق عدة كالدبلجة وهذا ما استخدمته بعض الدول في تحسين وضعها الاقتصادي عن طريق دبلجة المسلسلات وبالتالي ازدهار قطاع السياحة لديهم، وقس على ذلك.
فالترجمة أداة ترويج وتأثير لا مثيل لها لأنك تخاطب بها عقولاً حيَّة حاضرة ومستقبلية بالرسالة الهدف وبها تاريخ يساعدنا على تتبع خطوات التطور ومناط التحسين المستمر بالإضافة إلى احترافية نقل الرسائل المبطنة والمعلنة عبر مضامين السياق الكلي بحيث يؤخّر كل من اختيار الكلمات الأنسب والقوى والأقرب للثقافة الهدف.