ودَّع دنيانا شيخ تجاوز عمره واحدًا وثمانين عامًا بعد أن لازمه مرض لم يمهله طويلاً، إنه الشيخ الوقور محمد بن منصور الحميدان -رحمه الله رحمة واسعة- بعد أن ترك إرثًا كبيرًا وبصمة واضحة ستظل علامة مميزة في جبين الزمن. عاش فترة من الوقت يعمل في الزراعة حتى خرجت للوجود مزرعة شهيرة في عنيزة تحمل اسم (مزرعة الفيضة)، ولم يكن من جيل عُرف بالمدنية والتحضر فحسب لكنه عاش جيلين جيل البساطة والعفوية وجيل الحضارة والمدنية، ولم تكن لديه أساليب التعليم بكل تطورها وتوسعها بل كانت لديه خبرات الحياة وتجاربها. عاش الفقيد محمد الحميدان -رحمه الله- حياة حافلة بالجد والعطاء بعيدًا عن الزيف والمجاملة ملاصقًا للصدق والقبول، فلم يقبل الزيف من أجل الزيف، ولم يعمل من أجل المجاملة للمجاملة، بل عاش صادقًا واضحًا بكل معاملاته، وقد تعلم أبناؤه منه أساليب الحياة الناجحة وساروا يحملون نهج والدهم الفقيد محمد الحميدان -عليه رحمة الله الواسعة. وأجدها فرسة لأقول إن أبناءه: الدكتور عبدالله، وهو الذي عمل بضع سنوات في معهد الإدارة العامة محاضرًا في الاقتصاد، تم يأتي ابنه أحمد والذي عمل في الغرفة التجارية في عنيزة فترة من الزمان، أما ابناه منصور وصلاح فهما آخر عناقيد الأبناء من الذكور. وللفقيد بنات صديقات يقفن مع أشقائهن في البر بوالدهم الفقيد عليه رحمة الله ومغفرته.
ودَّع الشيخ مجمد الحميدان -رحمه الله- الدنيا في آخر أيام شهر ذي القعدة لعام 1440هـ ودُفن في مقبرة (الرحمة) يوم الخميس 29 ذي القعدة، وقد غادر الحياة بكل ألوانها ومتاعبها. رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وأنزل عليه شآبيب الرحمة والمغفرة، وألهم أسرته وذويه وأبناءه وشقيقاتهم الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- سليمان علي النهابي
sanksa2010@hotmail.com