«الجزيرة» - المحليات:
لم تكن الـ35 عامًا التي قضتها الممرضة سلمى عبد القادر في خدمة حجاج بيت الله كافية لتروي شغفها وعشقها للمشاركة في مواسم الحج خدمة لضيوف الرحمن، والإسهام في تقديم كل ما تملكه من إمكانات خلال هذه الفترة من الزمن، بل إن حبها وعشقها لهذه المهنة الإنسانية جعلاها تدفع بفلذتَي كبدها، ابنتها مها التي مضت نحو 7 سنوات، وابنتها هبة لمدة خمس سنوات، تشاركانها هذا الشرف وهذا العمل البطولي سوية ضمن سواعد الصحة التي سخرت نفسها مشاركة مع (أبطال الصحة) دون كلل أو ملل؛ ليُتمَّ حجاج بيت الله شعيرتهم بكل يُسر وسهولة.
حنان الأمومة لم يمنع الأم من جلب ابنتَيها المنتسبتَين للصحة للاستمتاع معها بتلك الخدمة، وهي تتفاخر بتلك الخدمات العظيمة التي يقدمنها للحجاج من صميم عملهن وواجبهن الإنساني الذي يفرضه واجب المهنة.. فهي لا تراها مهنة وواجبًا فقط بل تراها أبعد من ذلك بكثير. ولأن فيها متعة وبادرة إنسانية بلمساتها الحانية على الحجاج كانت ترى أن ذروة جماليتها تكون وهي مع ابنتَيها جنبًا إلى جنب معها؛ ليقدمن معًا الواجب نفسه احتسابًا للأجر والمثوبة من الله، خاصة أنها تجد أيضًا ابنتها الصغرى هبة زميلة لها في المكان والزمان نفسيهما، وتعملان سوية بمركز صحي 5 خط المشاة. ولم تكتفِ القدوة هنا؛ فانتقلت إلى موقع آخر، وإن ابتعدت ابنتها الأخرى أخصائية المختبرات لتعمل بمركز صحي العزيزية فإنها بقيت تؤدي عملها بكل جد واجتهاد، وتستقبل الحجيج بأطيافهم، ولسان حالها يقول «متى سأكون مثل أمي؟».