صيغة الشمري
لم تبخل المملكة بما حباها الله به من إمكانات، وسخرت جميع إمكاناتها المادية والبشرية في خدمة ضيوف الرحمن، إذ لم تدخر جهداً في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وظلت تقدم دائماً أفضل الخدمات والوسائل التي من شأنها التسهيل والتيسير على قاصدي البيت الحرام لأداء فريضة الحج، ومن ينظر بعين الإنصاف والعدل للمملكة، يرى بوضوح المشاريع العملاقة التي جهزتها للتسهيل على الحجاج والمعتمرين، من توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، والنهضة العمرانية والخدمات المتطورة التي تقدمها لضيوف الرحمن، فضلاً عن الأعمال التنموية الأخرى، لينعم الحاج بأعلى درجات العناية والرفاهية، وتيسير أعمال الحج وفق المخطط له بانسيابية عالية، بمشاركة جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية التي تتعاون في توحيد جهودها لخدمة الحجاج، مما يؤكد مدى كفاءة العمل الذي يقدَّم لضيوف الرحمن، وعلى الرغم من الحشود الضخمة في الحج، إذ وصل من الخارج 1.8 مليون حاج هذا العام، إضافة إلى 632 ألف حاج من الداخل، إلا أن إدارة الحشود تعمل بكفاءة عالية، وتسهم في انسيابية حركة الحجاج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، دون أي صعوبات تذكر، ما يعكس حجم الجهود الأمنية التي تبذلها المملكة لأمن وسلامة الحجاج، فيما تنتشر القوات الأمنية في كل شبر من مكة أوالمشاعر على مدى أيام الحج من أجل سلامة ضيوف الرحمن حتى لحظة عودتهم لأهلهم سالمين، وسط خدمات إنسانية من أفراد الأمن تجاه الحجاج، وفضلاً عن الخدمات الأمنية والإنسانية، يكون رجال الأمن بالمرصاد لكل من تسول له نفسه تسييس الحج أو تحويله إلى منبر سياسي أو طائفي أو مذهبي، وهذا بالضبط ما حذر منه سماحة مفتي عام المملكة، إذ جاء تشديده بمثابة إنذار لمن يريد العبث بأمن الحج وتخريبه من قبل المتطرفين، ولأن جهود المملكة في الحج بائنة للعيان، لم يغفلها الحجاج أنفسهم، وكثيراً ما أشادوا بها واعتبروا أنها خدمات مميزة للغاية، سهلت أمامهم أداء النسك، وجعلتهم مبهورين بما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لضيوف الرحمن في موسمي الحج والعمرة على الرغم من الكثافة العالية في موسم الحج تحديداً، إن ما تفعله بلادنا حفظها الله في الحج يعتبر معجزة حقيقية لا ينكرها سوى المغرضين والأعداء.