د.عبدالعزيز العمر
قد يكون من السهل أحيانًا خداع الناس وإيهامهم بأن تطويرًا ما قد حدث في مجال التعليم، ويطلق على مثل هذا النوع من التطوير مسمى التطوير الوهمي أو التطوير المخادع (Superstitious). وهناك عدة مصادر تغذي مثل هذا الشعور الوهمي بحدوث تطوير تعليمي، وإليك طرف منها: أحيانًا يتوهم الناس أن التعليم يتطور بمجرد إسناد قيادة التعليم إلى شخص بعينه، خصوصًا عندما تكون أبرز سمات ذلك الشخص المنقذ كونه متحدثًا جيدًا، ويمتلك عمقًا أكاديميًّا تنظيريًّا جيدًا في مجال التعليم، كما قد يتوهم الناس حدوث تطور تعليمي عندما تخرج عليهم بحوث علمية مختارة وموجهه أو إحصاءات تعليمية منتقاة بعناية تثني على جودة التعليم، وقد يتوهم الناس حدوث تطور تعليمي عندما يضخم الإعلام إنجازات تعليمية محدودة ويمجدها. كما قد يتوهم الناس حدوث تطوير عندما تخرج عليهم مناهج جديدة مضخمة لا تختلف عن سابقتها سوى في شكل الأغلفة وفي الطباعة الزاهية والصور والألوان. من جهة أخرى قد يتصور الناس أن تطويرا تعليميا قد حدث عندما تنتشر في المجتمع المدرسي والمحلي شعارات تعليمية براقة زائفة بلا مضمون حقيقي، كما قد يتوهم الناس حدوث تطوير تعليمي عندما يلاحظوا أن الهيكل التنظيمي لوزارة التعليم أصبح متضخمًا، وأن الوزارة أصبحت تخلق إدارات جديدة بمسميات رنانة مختلفة، وتستحدث وظائف عليا جديدة بلا مبرر حقيقي.