رمضان جريدي العنزي
الصادقون واثقون بأنفسهم، غاياتهم في الحياة نظيفة، ويبتغون البياض، ويوظفون قدراتهم وطاقاتهم في قول الصدق والعمل به، فالصدق عندهم مفتاح التقدم والنجاح والفلاح، لا يفقهون الكذب ولا يمارسونه، ولا يبالغون في الكلام الممجوج، لا يتذبذبون ولا يرتخون ولا يهتزون في قول الحقيقة المجردة، يمقتون زخرف القول وأباطيله، قلوبهم بيضاء، وأرواحهم نقية، وسرائرهم بهية، لا ينجرفون إلى مهاوي الردى، ويحذرون مطبات اللغو، يعشقون الصدق والحقيقة، لذا هم يمتهنون الوسائل المشروعة في القول والعمل وفي ممارسات الحياة، وميزانهم الأخلاقي عادل ودقيق، وصراطهم مستقيم، حبهم للصدق والحقيقة يظهر في سلوكهم، فلا غش عندهم ولا احتيال، ولا كذب ولا خديعة، ولا حقد ولا ضغينة، ولا غيبة ولا نميمة، ولا بهتان ولا مكيدة ولا دسيسة، عقلانيون وموضوعيون، وينبضون بالنقاء والصفاء والطهارة، ما عندهم أباطيل، ولا نزعات شر، ولا أفكار طائشة، ولا يمارسون الغطرسة، ويمقتون النرجسية والأنا، ثغورهم باسمة، ووجوههم بالبشر متهللة، وينفذون بسرعة إلى القلوب، ما عندهم انحراف ولا التواء، ودروبهم مستقيمة، ومنظومتهم الأخلاقية متكاملة، ينعشون الحياة بصدقهم وخيرهم ومعروفهم، عكس الكذابين، لا يعشقون الصدق، ولا يمارسون الحقيقة، سليقتهم معوجة، ومفاهيمهم ممسوخة، ويتلاعبون في الفعل وفي الكلام، ومصابون بفيروس الكذب، يضحكون على الذقون، ويستخفون بالآخرين، ويسبحون في بحر المصالح والمنافع، بعيدًا عن الواقع، عندهم الكذب عملية مقصودة، ويتلذذون به وينتشون، ولا يشعرون بالندم، ولا عندهم وخز ضمير، عندهم خلل وعجز وعدم ثقة بالنفس، دوائر الكذب عندهم تتسع، وحبائله عندهم متينة، لا يعظون ولا يتعظون، وفرسان بالتلاعب بالألفاظ والمفردات والجمل الباهتة، ما عندهم خجل ولا وجل ولا مروءة، ويستوحون حياتهم من الخيال وليس من واقع الحال، أحاديثهم مصطبغة بالأهواء العابثة، وأضرارهم على الناس كثيرة، يتدحرجون على السفح، ويعرضون أنفسهم لألوان النقد والضحك والاستهزاء والسخرية، زمرة من الفاشلين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا، يخلطون السم بالعسل، ويواصلون مساعيهم البغيضة، في التزييف والدجل، والتخريف والتحريف، مفلسون وحمقى، وموازينهم الأخلاقية والإنسانية هابطة، وعندهم غباء غليظ، وشخصياتهم عند الناس العقلاء ساقطة، فاللهم احفظ الصادقين بصدقهم، ثبتهم وشد من أزرهم، ورد الكاذبين إلى رشدهم، وأبعدهعن بهتهم ولغوهم وغيهم.