مكة المكرمة - واس:
تعد كسوة الكعبة المشرفة من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام. ويرتبط تاريخ المسلمين بكسوة الكعبة المشرفة وصناعتها؛ إذ برع فيها أكبر فناني العالم الإسلامي، وتسابقوا لنيل هذا الشرف العظيم. وهي كساء من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب، تكسى به الكعبة، ويتم تغييرها مرة في السنة صبيحة يوم عرفة.
وتُجرى بعد صلاة فجر اليوم مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة على يد (160) فنيًّا وصانعًا جريًا على عادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام.
وشرعت المملكة منذ عهد المؤسس - رحمه الله - أبواب الصناعة لكسوة الكعبة عبر دار خاصة بمحلة أجياد أمام دار وزارة المالية العمومية بمكة المكرمة في عام 1346 من الهجرة. وبهذا تعد الكسوة أول حلة سعودية تصنع في مكة المكرمة.
ويتم استبدال كسوة الكعبة المعظمة في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام. وعقب انتهاء جميع مراحل الإنتاج والتصنيع، وفي منتصف شهر ذي القعدة تقريبًا، يقام حفل سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة، يتم فيه تسليم كسوة الكعبة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام، ويقوم بتسليم الكسوة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وآخر قطعة يتم تركيبها هي ستارة باب الكعبة المشرفة، وهي أصعب مراحل عملية تغيير الكسوة. وبعد الانتهاء منها تتم عملية رفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو ثلاث أمتار من شاذروان (القاعدة الرخامية للكعبة) المعروفة بعملية (إحرام الكعبة). ويُرفع ثوب الكعبة لكي لا يقوم بعض الحجاج والمعتمرين بتمزيقه للحصول على قطع صغيرة طلبًا للبركة والذكرى.
وتستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام، وذلك أثناء فريضة الحج. وبعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات يتوافد أهل مكة إلى المسجد الحرام للطواف والصلاة, ومتابعة تولي الرئاسة تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدالها بالثوب الجديد استعدادًا لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي الذي يوافق عيد الأضحى.
وعلى خطا المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمة الله - واصل أبناؤه البررة من بعده العناية بالكعبة وكسوتها خير عناية وتعظيم؛ فقد صدر مؤخرًا موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - على تحديث وتغيير الأنظمة الإلكترونية والأجهزة الكهربائية والمعدات الميكانيكية بمصنع كسوة الكعبة المشرفة بما يوافق الأنظمة المستحدثة. وتعد هذه الخطوة نقلة تطويرية متقدمة في مجال صناعة رداء الكعبة المشرفة، ولا تزال في قيد التطور.
وصدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بتغيير اسم مصنع كسوة الكعبة المشرفة إلى مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، وذلك في شهر شعبان من عام 1438 للهجرة.