فهد بن جليد
في هذا الوقت تحديداً يفشل كل عام المُزايدون على ما تقدمه وتبذله المملكة العربية السعودية من غال ونفيس في سبيل رعاية وحماية وتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتقديم كل خدمات الرعاية والعناية الفائقة بأحدث وأفضل الأنظمة والبرامج لقاصديها من الحجاج والزوار والمعتمرين، أحلام هؤلاء بالتشويه والتشويش على الحج تتحطم على صخرة الثبات والنجاح السعودية في الموعد السنوي ذاته، الذي يشهد فيه العالم -بفضل الله- كل عام تطوراً ونجاحاً أكبر تتفوق فيه المملكة على نفسها في تجوِّيد الخدمات، بشكل أكثر احترافاً لضيوف الرحمن الذين يتوافدون إلى السعودية من أكثر من 150 دولة وجنسية، بلغات وثقافات وبيئات ومستويات تعليمية مُختلفة، وظروف صحية مُتباينة وخاصة لكبار السن والمُعاقين، بعضهم تكون هذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها قريته أو مدينته، وعليك التعامل معهم وفق منهج عالٍ من الجودة وباحترافية وخبرة فائقة، بعد أن تخلَّوا عن كل هذه الفروقات ليظهروا «بهوية واحدة» يوحِّدهم فيها هدف واحد، وغاية واحدة، يشهد فيها القاصي والداني أن لا أحد يستطيع مجارات ما تقدمه السعودية وتبذله في هذا الشأن، وحدهم من يعملون وفق أجندات مشبوهة تهدف لتشويه صورة المملكة يكرِّرون فشلهم كل عام في الترويج لأخبارهم الكاذبة، ومحاولاتهم البائسة والمكشوفة للتقليل من الجهود التي تبذلها السعودية التي منحها الله هذا الشرف، بينما تكرِّر السعودية النجاح في كل مرَّة وموسم.
المشهد على صعيد عرفات اليوم تعجز عن وصفه ونقله الكاميرات التلفزيونية وأجهزة التواصل الاجتماعي بذات مشاعر وأحاسيس الواقفين على صعيده الطاهر، فهو من الأيام المشهودة الأكثر تحدياً في إدارة الحشود على مستوى العالم -مع محدودية الزمان والمكان- والظروف الجغرافية والمناخية الخاصة، وطبيعة الحجاج الذين يتغيرون كل عام، ليزيد حجم التحدي كل مرَّة، ويتضح هنا كيف سخَّرت وجنَّدت المملكة كل إمكاناتها وطاقاتها الأمنية والصحية والخدمية والبشرية ليخرج هذا التجمع الإسلامي بأجمل صوره وأبهاها، دون الالتفات إلى محاولات الظلام والظلال للنيل من قدرات وإمكانات المملكة لرعاية المقدسات الإسلامية وحمايتها، والتقليل من ذلك وهو ما يتنافى مع ما يشهد به عباد الله المُخلصين الذين قدموا إليها من كل مكان وعاشوا تجربة الحج المُيسَّرة بأنفسهم، ولمسوا حجم الجهود المبذولة من توسعة الحرمين والخدمات المقدمة لرعاية الحجيج لينعموا بالراحة والأمان، ويتفرغوا لعباداتهم وأداء نسكهم، وهي جهود تبذلها السعودية -بلا منَّة- ودون أن تنتظر شكراً من أحد، بل استشعاراً بمكانتها وما خصَّها الله به لرعاية وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من عهد المؤسس وحتى اليوم.
المُحاولات والأخبار الزائفة والتعليقات الفاسدة لنيل من السعودية وقدراتها وإمكاناته باتت مفضوحة ومكشوفة للمُشَاهد والمُتلقي العربي والمسلم، الذي سئم ما تردده الأذرع الإعلامية المشبوهة، التي تعمل وفق أجندات خفية تسعى لبث الفرقة.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،