د. خيرية السقاف
بين يديك ربي يقفون..
في حمى غفرانك يكتنفون..
تحت فضاء سمائك يتضرعون..
أتوك من مشارق الأرض..
قصدوك من مغاربها..
أعدوا لرحلتهم إليك أملهم قبل زادهم..
اكتنزوا حاجاتهم ليفرطوها فوق بساط قدرتك..
ودموعهم لتتدفق فرحة بلقائك، وطمعًا في مغفرتك، وخشية من ذنوبهم، وثقة في عفوك..
جاؤوك بعجزهم، وذلهم، وفقرهم، وغناهم خالي الوفاض، مجردين من الحول إلى كنوز لطفك، وحولك المتين..
عبيدك وإماؤك، شيوخ يتوكؤون، وعجزة يُحملون، ورضع في حجور أمهاتهم، وشباب في طاعتك، وصغار يتعرفون الدرب إليك..
جاؤوك بشكواهم، بأحزانهم، بخوفهم، بآلامهم، بجروحهم، بأمراضهم، بأدرانهم، برجائهم، بذنوبهم، بأخطائهم، بكثيرهم، بلممهم، بكل حاجاتهم..
اللهم اشرع لهم كل باب من أبواب رحمتك، وابسط لهم كل سعة في عفوك، وخصهم بمنتهى مغفرتك، وأكرمهم بجزيل ثوابك..
اللهم لا تجعل لهم ذنبًا إلا تغفره، ولا همًّا إلا تفرجه، ولا حزنًا إلا تُذهبه، ولا مريضًا إلا تُشفه، ولا يائسًا إلا تُطمئنه، ولا عاجزًا إلا تُقِمْه، ولا ضالاً إلا تهده، ولا مظلومًا إلا تنصره، ولا ظالمًا إلا ترشده، ولا غافلاً إلا توقظه..
اللهم فليكن نُـزلهم على سعة رأفتك، ومآلهم إلى كنف ودِّك..
اللهم اجعل لنا معهم نصيبًا من المغفرة، وكثيرًا من العفو، وغاية قربك، وجميل ودّك..
ومنتهى رضاك..
اللهم لهم، ولنا حسن الخاتمة نهاية..
وجناتك العليا مآلاً..