د.عبدالعزيز الجار الله
وصفت الجزيرة العربية بكل دولها أنها تحملت مسؤولية نقل الرسالة النبوية رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى بقاع الأرض التي استطاع أبناء هذه الجزيرة الوصول إليها منذ فجر الإسلام، وتحملت شعوب وقبائل وعشائر وسكّان أقاليم الجزيرة العربية التي تقوم عليها المملكة العربية السعودية بالبدء في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والدولة الإسلامية داخل الجزيرة العربية خلال العهد النبوي والخلفاء الراشدين حين كانت المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية الأولى، ثم انتقال العاصمة إلى الكوفة في العراق ثم دمشق وبغداد والقاهرة.
هذه المسؤولية الدينية التاريخية التي بدأت في وقت مبكر حملت شعوب هذه الأرض الطاهرة حكومة وشعباً ومقيمين شرف نقل الرسالة إلى بقية سكان العالم وخدمة ضيوف بيت الله، فالدولة السعودية منذ تأسيسها عام 1744م أو قبل هذا التاريخ من بداية القرن الثامن عشر ميلادي أي حوالي 300 سنة والفترات المتتالية من انقطاع للدولة السعودية وهي تتوالى مسؤولية نشر الإسلام وخدمة ضيوف الرحمن، وأصبحت صفة تميزت بها حكومة هذه البلاد الكريمة وشعبها المعطاء، تقدم الخدمات المجانية لكل الضيوف دون استثناء.
لذا لايستغرب من القيادة الكريمة والحكومة والمسؤولين في أجهزة الدولة والوزارات والهيئات والجمعيات والأفراد وبقية أبناء الشعب السعودي والمقيمين على أرضها، إذ قدموا العطاء النفيس وما يملكون من مال وكرم أخلاق لكل من قدم من وطنه إلى بيت الله، ومن أراد الهداية إلى دين الإسلام، فهو إرث ديني وأخلاقي حافظ عليه أبناء الوطن، لذا تنتظر منا الشعوب أن نعاملها من خلال الخصال والقيم الأخلاقية التي وهبنا الله من الأصول والمقاصد وجعلها خصلة دائمة العطاء.
ستبقى هذه الخصلة والميزة: نشر الإسلام والتعريف به، وخدمة ضيوف الرحمن من الخصال المزروعة في دواخلنا وثابتة ضمن سلوكنا تجاه كل من يقصد بيت الله.