حميد بن عوض العنزي
** نعيش هذه الأيام موسمًا من مواسم الخير والذي تشهد فيه بلادنا توافد المسلمين من كل فج عميق، هذه المشاهد الفريدة التي تنتشر على أرض الحرمين الشريفين بكل تنوعها من مشاهد إنسانية وخدمية وإيمانية، هذه الملايين التي جاءت بوقت واحد وعلى صعيد واحد ولغرض واحد، تدار منظومة خدماتها بشكل عجيب وملفت، وبشكل شامل يصل كل فرد من هذه الجموع الغفيرة، هذا الفضل الذي منحه الله لبلادنا بخدمة ضيوف الرحمن واستلهام هذا الفضل على مستوى الفرد والمجتمع والمنظمات أمر في غاية الأهمية، وهو الاستثمار الأسمى قيمة وفضلاً في الدنيا والآخرة، وكل عمل هو استثمار وتجارة وأربحها عندما تكون خالصة لوجه الله تعالى، ولهذا فالحج بعالميته يحمل فرصًا لخلق أنواع من التجارة الرابحة مع الله.
** كل القطاعات تستنفر إمكاناتها بما فيها القطاع الخاص الذي يلعب دورًا محوريًا تشاركيًا مع كل قطاعات الدولة، وهو مهيأ لتعظيم دوره في إطار خصخصة الخدمات والتي منها خدمات الحج على المستوى التنفيذي والتشغيلي مما يسهم في تطوير تلك الخدمات والاستفادة من التقدم التقني والذكاء الاصطناعي في ذلك، ونحن نلمس في كل عام تقدمًا نوعيًا وكميًا في خدمات الحج مما يسهم في تسهيلات كبيرة للحجاج، ولاسيما أن تطوير خدمات الحج ورفع الطاقة الاستيعابية للحجاج والمعتمرين والزوار هو من أهداف رؤية 2030، وهذا الهدف يعول كثيرًا على توسع مشاركة القطاع الخاص في تقديم خدمات أساسية في مثل هذه المواسم، وهذا التكامل والتضافر الكبير الذي تقدمة الدولة وبرعاية وإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين هو محفز لمزيد من التطوير القادم على كل المستويات الأمنية والصحية واللوجستية، وستكون التقنية العنصر الأهم والمؤثر في هذه المنظومة.