تقرير - محمد المرزوقي:
لا يزال احتفال الأندية الأدبية الثقافية، وفروع جمعية الثقافة والفنون في مختلف مناطق المملكة، بمناسبة العيد، سواء عيد الفطر، أو عيد الأضحى، بين الغياب عن استثمار هذه المناسبة بما تحمله من دلالات ومعانٍ، وشبه الغياب! فيما درج أغلب الأندية وفروع الجمعية على المكرور النمطي في كل عيد، بما لا يتجاوز اجتماعًا بسيطًا، تُتبادل فيه الأحاديث حول طاولة الحلوى والفطائر؛ لينفض سامر المعايدة بعبارة: كل عام وأنتم بخير!
لقد جاءت هذه الصورة النمطية المعتادة في عيدَي كل عام أبرز الموضوعات الثقافية المتداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، التي شهدت تباينًا فيما تداوله المثقفون والمثقفات في مشهدنا المحلي من آراء ومقترحات.. وجاء دمج الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون في مراكز حضارية ضمن أبرز ما تم تداوله من آراء؛ لتقدم المؤسسة الثقافية حضورًا مختلفًا عبر هذه التكاملية المؤسسية. فيما جاءت الردود المضادة لأصحاب هذه الآراء بأن ذلك من قبيل التنكر لأكثر من أربعة عقود، قدمتها الأندية الأدبية في المملكة، وأن الإخفاق في مثل هذه المناسبة لا يعني التعميم، سواء على نشاط المؤسسة الثقافية الواحدة، أو تعميم تكاسل مؤسسة أو قلة منها على بقية المؤسسات. فيما لم يختلفوا على نمطية استغلال هذه المناسبة!
كما أكد آخرون أهمية استثمار هذه المناسبة بتقديم برامج حافلة بالجديد الذي يتفاعل معه الجمهور عامة، والمثقفون بصفة خاصة، وذلك من خلال الاحتفاء بشخصية أدبية أو ثقافية أو مبدعة أيًّا كان مجال إبداعها.. فيما رأى آخرون أن الاحتفاء بالعيد عبر المؤسسات الثقافية لا بد أن يخرج من قاعات الأندية وفروع جمعية الثقافة والفنون، ومصافحة عامة الجمهور ببرامج ثقافية احتفائية عبر مهرجانات العيد التي من شأنها أن تسوق لبرامج المؤسسات الثقافية، وتزيد من تعريف عامة الجمهور بها؛ لما ستجده إقامة فعالياتها عبر احتفالات العيد من الخروج إلى عامة الجمهور بدلاً من انتظار جمهور أغلبه لن يجد ما يجذبه إلى المجيء! إضافة إلى ما ستشكله الفعاليات الثقافية من تكاملية مع مهرجانات العيد؛ وهو ما يزيد من وهج الحضور الثقافي من جانب آخر للمؤسسات الثقافية، ويزيد من التعريف بفعالياتها، ويلفت الأنظار والألباب إليها.
أما «استراتيجية» وزارة الثقافة فلم تكن بغائبة عن عموم ما تداوله المثقفون والمثقفات من آراء، مؤكدين أن التفاعل (العملي) مع ما جاءت به استراتيجية الثقافة يمثل انطلاقة حقيقية لبرامج عملية؛ وهو ما يفرض على المؤسسات الثقافية أن تواكب بها ومن خلالها رؤية المملكة 2030، التي تعد فيها الثقافة مكونًا رئيسيًّا، ويفترض في المؤسسات الثقافية النهوض ببنيان اقتصادياتها؛ لتكون الثقافة جاذبة للتفاعل معها، والاستثمار فيها!