سهوب بغدادي
لطالما استمعنا ورأينا حالات لتسميم الكلاب والقطط الضالة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكأن الحل الأساس أصبح في المكافحة لا الوقاية فإذا ما اعتمدنا نهج الوقاية منذ البداية لن نصل إلى مرحلة المكافحة وأقصد هنا الإبادة وتسميم الحيوانات الضالة فقد يكون هذا الحيوان ضالاً فعلا وقد يكون تم التخلي عنه من قبل أصحابه أو خرج من المنزل ولم يعد فعوضًا عن قتله يجب اتخاذ الإجراءات والخطوات المتعارف عليها عالميا بإيجاد الملاجئ والإعلان عن الحيوان المفقود على كافة منصات الجهات المعنية بهذا الأمر ومن الجدير بالذكر أن بعض هذه الكلاب تساعد المكفوفين وذوي الإعاقة، فلا يصح أن تزهق الأرواح دون حساب أو تفكير وأرى أن تتدخل وزارة البيئة لحل هذه المعضلة فالأصل إعطاء الدواء عند ظهور الداء فما المانع من توفير اللقاحات الأساسية والمتعارف عليها؟ وما المانع من إيجاد الملاجئ عوضًا عن لجوء -المترفين عديمي الإنسانية- لرمي الحيوان (اللعبة) في الشارع فور مرضه أو ملله أو سفره لقضاء إجازته المعتادة؟ وما المانع من إيجاد برنامج إخصاء وإطلاق للتحكم بالأعداد ومعرفة حالاتها وتفاصيلها عوضًا عن قتلها والتخلص منها؟ فيما أستغرب من بعض الشركات الخاصة باصطياد القطط بطريقة بشعة للغاية فقلد رأيت فندق 5 نجوم يتفق مع إحدى هذه الشركات بوضع أقفاص بها علبة تونا منتنة لجذب القطط داخل الفندق وعند سؤالي المسؤول ما إذا كانت الشركة تقوم بتحرير القطط من الأقفاص فور ما تقبض عليها فقال كلا هم يأتون في أيام محددة! لنفرض أن القط حبس في القفص يوم الثلاثاء وكان وقت قدوم الشركة لتفريغ الأقفاص يوم الأحد فهل يحبس القط 5 أيام في مكان لا تتعدى مساحته بعض السنتيمترات برفقة الأكل المنتن؟ فإن لم يمت القط من الخدوش والجروح التي تصيبه جراء الحبس فسيموت من الجوع أو التسمم، مع العلم بأن الأقفاص يجب أن يتوفر بها معايير دقيقة لمثل هذا العمل. أعلم يقينا بأن الحل لا يكمن في تسميمهم بل بتفعيل ودعم المبادرات التي تعنى بالرفق بالحيوان كما يتحتم على الجهات المعنية مراقبة أنشطة وآليات عمل الشركات الخاصة بالتخلص من الحيوانات إضافة إلى تفعيل دور الأطباء البيطريين وكليات الطب البيطري لضمان تقديم المستوى المطلوب، يذكر أن بعض الأشخاص يرددون «تراها حيوانات ليش ما تدافعين عن الإنسان أولى» فأقول أنا صوت من لا صوت له، كائن من كان وأنتم كذلك فلا نعلم أي عمل يدخلنا جات النعيم.