تمثل تلال النصلة في الأحساء أحد أهم المعالم الطبيعية السياحية لجمال تكويناتها الصخرية ولما تزخر به من آثار تاريخية.
تقع تلال النصلة في جنوب غربي مدينة الطرف في محافظة الأحساء، وشمال غربي جبل الأربع، وشمال جبل دخنة، وهي من المواقع التي يكثر ارتيادها من الشباب والعوائل حيث يتميز هذا الموقع بوجود هضبة عالية ملتفة حولها الرمال من ثلاث جهات ماعدا جهة واحدة جهة الجنوب وتتميز بارتفاع عال.
وتلة النصلة بالقرب من قصر المجصة هي عبارة عن أكمة منفردة تقع على كثيب من الرمل المرتفع، ويحيط بها خندق، ويكون هذا الخندق بفعل العوامل البيئية، حيث تحف به الرياح، فيسفي الرمل من ثلاث جهات ما عدا الجهة الجنوبية، إذ تمثل النصلة حاجزًا يمنع الرمل من الزحف إلا على الجوانب الثلاثة، ويبلغ ارتفاع التلة أكثر من 45 مترًا تقريبًا عن سطح الأرض.
وتعد تلال النصلة من المواقع الأثرية الغنية بالآثار، حيث توجد في هذه البقعة آثار بعض المنازل المدفونة بفعل سفي الرمال، وكذلك بعض الأواني الفخارية، وفي شرقها يقع ميدان الفروسية واصطبلات الخيول، وأصبحت الآن مخيمًا لهواة التطعيس خاصة في فصل الربيع، وكذلك مقصد للعائلات التي تستمتع بهذا المكان لنقاء هوائه. وتلة النصلة مستديرة الشكل قطرها 20 مترًا تقريبًا، وقيل إنها كانت تستخدم في أغراض حربية، وكبرج للمراقبة في عهد الدولة العثمانية، وهناك حصن مبني من الطين الذي يقع في قمة تلة النصلة يصعب الصعود إلى قمتها.
تتبع التلال لمدينة الطرف التي تتميز بتاريخ طويل جذوره ممتدة في عمق التاريخ ممثلاً بقرية السهلة وآثار أبوحريف في غربها، والمساجد القديمة التي في مزارعها، أما في الشرق فهناك آثار الدور التاريخية والموجودة داخل الطرف الآن بالقرب من قاعة أماسي للاحتفالات، وفي الشمال والغرب توجد المزارع المعروفة بخصبة أرضها وثمرها الطيب، أما في الجنوب فيوجد قصر المجصة التاريخي وواحة ابن حبيل وبعض الآثار الأخرى.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قد أكدت أن واحة الأحساء تعد منظرًا طبيعيًا تراثيًا وثقافيًا فريدًا ومثالاً استثنائيًا على التفاعل بين البشر والبيئة المحيطة بهم مما أهلها للتسجيل في قائمة التراث العالمي.
وتمتلك واحة الأحساء «طوبوغرافية» واضحة تتمثل في مجموعة العناصر كالعيون المائية، والكهوف، والجبال، والسهول، والقنوات الحديثة والتاريخية، وأساليب رفع المياه، والمستوطنات البشرية ومناطق الصرف الطبيعية.
وتعد واحة الأحساء، أكبر واحة في العالم، وقد حافظت على تماسك جغرافيتها الأصلية ووظائفها الاقتصادية والاجتماعية كمركز زراعي رئيس لشبه الجزيرة العربية، ومركز اقتصادي مهم يرتبط منذ الحضارات العالية إلى بقية الخليج والعالم.