أحمد بن عبدالرحمن الجبير
لمكة المكرمة مكانة خاصة لدى حكومتنا الرشيدة، حيث كان كل ملك من ملوك المملكة يتشرف بخدمتها، وتسمى باسم خادم الحرمين الشريفين منذ عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وفي كل فترة يلمس الحاج، والمعتمر تغييرا إيجابيا فيها، وهذه المرة يطال التغيير مكة في إدخال شبكات التقنية الإلكترونية فيها، وما تحدث به سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل حول تحويل مكة لمدينة ذكية.
والتطبيقات الإلكترونية جزء مهم من رؤية المملكة 2030م، وقد بدأنا نلمس آثارها، وثمارها في مؤسساتنا، ولعل ندوة مكة التي رعاها سمو وزير الداخلية تكشف واحدة من المهام الرئيسة لجهود المملكة في التحول الذكي لمكة بغية التيسير على الحجاج، ولتكون السعودية بوابة التقنية في العالم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -.
فقدرات المملكة واضحة، وجهودها في خدمة الحجاج محترمة دون الحاجة للاستعانة بأحد، وحكمة قيادتنا الرشيدة أخرست نعيق الغربان، ونذر الشؤوم، وأفسدت عليهم مؤامراتهم المشؤومة، والتي تنبئ بفساد في العقلية السياسية، وخراب في الضمير، وظلت قيادتنا تتعامل مع شعيرة الحج بكل أمانة وحكمة، وعلى قدر كبير من المسؤولية، وأعطوا الحجيج ما يستحقون من العناية، والاهتمام غير عابئين بنباح البعض.
والمملكة تقدم خدماتها للحجاج، والمعتمرين دون مقابل، فهي تنفق المليارات سنوياً دون منة وخاصة في توسعة الحرمين الشريفين، وتطوير خدمات الإسكان والصحة، والطاقة والمياه والبيئة، والطرق والأنفاق، والنقل العام، ومترو مكة، وخيام منى والجمرات، والترجمة بعدة لغات، والنقل الإذاعي والتلفزيوني، والإفادة من لحوم الهدي والأضاحي، وتوزيعها على أكثر من 30 مليون نسمة في 30 دولة في آسيا وأفريقيا.
ومكة من أكثر مدن العالم جاذبية للاستثمار السكني، واستثماراتها تزيد عن 100 مليار ريال وفيها برج الساعة ثاني أطول مبنى في العالم، ومشروع وقف الملك عبدالعزيز الذي يتسع 75 ألف شخص، ووقف عمر يتسع لأكثر من 45 ألف شخص، والكثير من المشاريع الفندقية التي تتسع لأكثر من 4 مليون نسمة، لتصل في عام 2030م إلى 30 مليون حاج ومعتمر بخدمات راقية وحسن ضيافة واستقبال.
وأنا على يقين بأن سمو أمير منطقة مكة المكرمة أمير الفكر، والتطوير الأمير خالد الفيصل وسمو نائبه الشاب الطموح الأمير بدر بن سلطان قادران على تحويل مكة المكرمة باعتبارها قبلة 1.5 مليار مسلم إلى مدينة ذكية، ولديهما قراءة استثمارية لها في ظل الرؤية السعودية 2030م، لزيادة عدد الحجاج، وليصل المعتمرين إلى 30 مليون معتمر كل عام، لدعم الناتج المحلي، ولتعود الفائدة للوطن والمواطن.