أ.د.عثمان بن صالح العامر
من بين النعم التي أفضى الله بها على هذه البلاد المباركة (المملكة العربية السعودية) قيادة وشعبا خدمة الحرمين الشريفين، ورعاية ضيوف الرحمن الحاج منهم والمعتمر والزائر، والشيء الذي لا يعرفه إلا من مر بالتجربة وخاض غمارها أن لهذه الخدمة التي تسدى للإنسان -أياً كان جنسه أو لونه أو عمره أو جنسيته أو لغته أو حتى مذهبه في هذا المكان الحرام خاصة في هذا الزمن المبارك أيام الحج الأكبر - لذة وسعادة غريبة، ونشوة عجيبة تُذهب من قوتها وفعاليتها كل تعب يحصل ومعاناة تحدث وتقع، وأسأل إن شئت رجال أمننا البواسل، والعلماء والدعاة، والكشافة الصغار، والإعلاميين، وغيرهم كثير.
إن من حقنا نحن أبناء هذا الوطن المعطاء أن نفخر بخدمة البيتين كما اعتز وشرف بذلك الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي اختار لقب (خادم الحرمين الشريفين) دون أي لقب آخر من ألقاب السلطة والملك، كما أن من واجبنا أن نسير على خطى ولاة أمرنا في بذل الغالي والنفيس من أجل وفود المشعر الحرام في هذا العام مثل ما هو الحال في كل عام.
إن اجتماع العالم كله على صعيد ثرى أديم هذه الأرض الطاهرة في هذه الأيام المباركة ومشاهدته لما في بلاد الحرمين الشريفين من نهضة وتطور، وتنعمه بما يقدم من خدمات متنوعة وعلى أعلى المستويات، واستماعه لما يقوله ويتحدث عنه علماء ودعاة هذه البلاد لهو رسالة سامية وفِي ذات الوقت فرصة سانحة للرد على كل ما يقال عنا وما قيل من قبل أعداء الوطن، وجزماً سيدرك هذا ويعيه كل من كان له قلب سليم، وعقل منصف، و يملك الحرية المطلقة في تقبل الحقيقة أياً كانت ومن ثم يسلم لها ويعترف بها ويتحدث عنها.
بقي التنبيه على أمر هام يجب أن يكون حاضراً في الذهن وألا يغيب عن البال، ألا وهو أننا بشر وربما أقول ربما حدث خطأ ما أياً كان، ونحن -كما لا يخفى على الكل- في دائرة الضوء، وتحت عدسة المجهر، ولذا فمن الجدير بِنَا ألا نكون عوناً للإعلام المعادي ومواقع التواصل الحاقدة والمغردين والصحفيين والكتاب والطابور الخامس الحاسد البغيض الذي لا يريد لنا النجاح ويتمنى يوما ما أن يسلبنا هذا الشرف العظيم، ولكن أنّا له ذلك ونحن ننعم بقيادة تولى هذا الموسم جل اهتمامها وعظيم رعايتها كما هو معلوم. حفظ الله لنا ولاة أمرنا وحرس أرضنا وأمن بلادنا وحمى عقيدتنا ووفق دعاتنا ورجال أمنا ويسر للحجيج حجهم وبلغهم مرادهم وجعل عيدنا سعيداً وكل عام وأنتم بخير وإلى لقاء والسلام.