شريفة الشملان
كنت قد أخذت عهدًا على نفسي ألا أكتب عن الولاية مرة أخرى فالموضوع بحمد الله وشكره أخذ وضعه الطبيعي بفضل من الله ومن ثم مليكنا سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان. وسيذكر التاريخ لهما هذه الخطوة المباركة بإذن الله.
ونحن نحتفل ونبارك علينا أن نشيد ونتذكر مسيرة المرأة السعودية في أغلب مناطقنا من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب..
هي مسيرة قديمة جدًا لأن بعضها بدأ قبل أكثر من مائتي عام. ونحتاج لمؤرخين على مستوى عال من الصبر والبحث فنرى كواكب طمس حقهن حتى قبل الصحوة.
كنت مع زميلة لي نعد بحثًا عن التعليم قديمًا والطبابة قديمًا، وقد تعرفنا على سيدات أخذن على عاتقهن التعليم، ليس فقط القرآن الكريم كما كانت تلك الحلقات تسمى غالبًا المطوعة، وإنما سيدات أخر كن يدرسن القراءة والكتابة، والحساب، مع الأسف وجدنا أن أغلبهن توفين لرحمة الله.
ومن الأحاديث مع سيدات أسرتنا الكبيرات كانت هناك كواكب في عنيزة للتعليم ولعلنا نفخر جميعًا بتلك الأسماء الجميلة التي تتداولها الألسن بدون توثيق.
عندما نفكر في الصحة فهناك كثير من السيدات أخذن على عاتقهن التطبيب بمستواه البسيط، حتى كانت فرصة التعليم ومن ثم ابتعثت البنات إلى خارج المملكة لتعلم الطب. ولعل البداية كانت في باكستان، حيث كلية للطب نسائية بالكامل لكن ذلك يمنعهن من أخذ الدروس على أيدي أساتذة الطب. الخريجات حفظهن الله يتمتعن بالتقاعد المريح.
لم يمنع المرأة السعودية أن تحفر بالصخر من أجل التعليم وتحملت مشقات كثيرة في سبيل ذلك. بما في ذلك الضغط النفسي والتحطيم المعنوي من تفتيش ومدارس كالسجن ما زالت تحمل أرقامًا. ولعلي هنا أذكّر بالفتيات الصغيرات اللواتي قضين تحت عجلات حافلات المدارس وهن ملتفات بعباءات لم يوجبها الدين عليهن وأكرر العزاء لذويهن وأترحم على طفولتهن. ولأن الشيء بالشيء يذكر فلا بد أن نذكر بعض المدارس التي تهالكت وقضت على فتيات في عمر الزهور وليست بعيدة عن الذاكرة، مدرسة جلاجل. وقد خلدهن شيخنا المبجل عبدالله بن خميس بقصيدة مبكية.
نعم حصلنا على الولاية وهي تكليف أكثر منه تشريفًا، وحصلن فيما حصلن عليه من الولاية للقصر من أبنائنا وبناتنا وهذا والله حل أزمة الكثير من الأمهات سواء بالتسجيل أو استخراج الأوراق الثبوتية للأبناء، وذلك يخفف عن الرجل الأب وتكون المسؤولية مشتركة، وأرجو أن تتسع العقوبة لمن يهمل تعليم الأبناء وتشمل الزوجين.
لعلنا بذكر أسماء مشرقة في تاريخ المرأة الحديث ولسيدات فاضلات قدن المركبات، وهن طبيبات وأستاذات جامعات وحاملات شهادات عليا أغلبها الدكتوراه. مسيرتهن كانت منظمة وبسيطة، بعضهن كن برفقة أزواجهن وإخوتهن.
لقد لاقت تلك الفاضلات ما لم تلاقيه سيدات من التشهير وتم وصمهن بصفات وأوصاف يندى لها الجبين حاشاهن، ولم يمنع الدين والتدين من وصفهن بتلك الأوصاف التي كلها إفك وللأسف كان ذلك بمرأى ومسمع من الكل. وكان تأليب الرأي العام ضدهن، فلا بد ونحن الآن نزهو بمكتسبات أن نشكر لهن إقدامهن. ونكتب أسماءهن بحروف من نور.
وأعود للبداية رفع الوصاية أو الولاية لمن هي فوق الواحد والعشرين هو تكليف لها وهو بالوقت ذاته التزام كبير لبيتها وأسرتها وللعلم والتعلم ورفع مستوى أسرتها، والمشاركة بتحمل المسؤولية، هي ما يضعنا مليكنا وولي عهده أمامها.
ذاك يدفعنا كنساء ربات أسر أو بنات في بيوت الأسر أن نكون على قدر الثقة في المشاركة بالإنتاج وخدمة الوطن.
فشكرًا لهما وسنكون دائمًا وأبدًا عند المسؤولية بإذن الله وبتشجيع من كل مؤسسات الدولة..
وفقنا الله وجعلنا على قدر ذلك الحمل..