مها محمد الشريف
يمكنك مشاهدة كل يوم خبر جديد عن نشاطات قطر المشبوهة، فهي متهمة اليوم بتهمة جديدة حدثت في 5 أغسطس 2019م، بتمويل التطرف والترويج له عبر بنك في بريطانيا، قدمت خدمات مالية لمنظمات ومؤسسات على صلة بالمتشددين والجماعات الإرهابية، فقد أسهمت كل هذه العوامل، بطريقة او بأخرى في مواقفها ومراحلها في تمويل الإرهابيين.
ووفقاً لتقرير تناقلته ونشرته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام نقلاً عن صحيفة «التايمز»، بأن «بنك الريان»، الذي يعد أقدم وأكبر بنك إسلامي في بريطانيا، بتقديم الخدمات المالية لجمعية خيرية محظورة من قبل الولايات المتحدة لارتباطها بالإرهاب، ومسجد على صلة بحركة حماس.
من هنا أصبحت معظم مقالات الرأي سرد لمغامرات قطر الإرهابية تتناقلها القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية فهي تشكل نظام ديني خطر على شعبها والعالم من حولها، فهذه مسألة مؤكدة لا شك فيها طفت على السطح، حيث أوضح التقرير أن هناك 4 مجموعات تتعامل مع البنك، يشتبه في علاقتها بجماعة «الإخوان المسلمين»، تخضع حالياً لتحقيقات من قبل لجنة الأعمال الخيرية في بريطانيا، فهناك الكثير مما يتوجب قوله.
ليتحول إلى سؤال: ينطبق على العديد من القضايا، لماذا يتحمل العالم مسؤولية إرهاب قطر ويصمت؟ فصحيفة التايمز نشرت تقريرًا مفصلاً عن المستفيدين من هذه المؤسسة المالية، ومنهم على وجه التحديد عادل مصطفاوي، نائب رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، ما يعزز هذه الاستنتاجات هو إشارة الصحيفة البريطانية إلى أن أزمة قطر التي تقاطعها أربع دول عربية منذ عام 2017؛ وهي السعودية والإمارات ومصر والبحرين، بسبب دعمها السخي للإرهاب.
ذلك بالضبط ما يحدث، بمقاطعة الدوحة ونظامها الذي يلعب بمصائر البشر ويقتلهم، وهو كما ثبت عليه، واليوم في بريطانيا يقدم خدمات مالية لبعض المؤسسات المتورطة مع البنك وعليه سيتم البحث والتحقيق وفق لوائح وقوانين المملكة المتحدة، كما أكد نائب برلماني عن حزب المحافظين لـ«التايمز»، أنه سيناقش هذه القضية بشكل عاجل مع وزيرة الداخلية.
كل هذا، وأكثر منه بكثير، اتجاهات تسير في ضوء الخطورة لحلفاء قطر المقربين منها تركيا إيران، فالمشكلة إذن بالنسبة لهم أعمق وأخطر مما يمكن تصوره، وستنتهي هذه الصور الدراماتيكية وسيتم تنفيذ الإجراءات لحظر أي تعامل مع نظام الحمدين وعزل قطر لكي تكون أكثر واقعية حيال السلام في الخليج وأمنه واستقراره.
وبحسب هذا المنظور قد يدمجها في محيطها ويعيدها إلى صوابها بعد تمرد رفضه العقل بسبب العلاقة الوطيدة بينها وبين الإسلاموية المتطرفة، فجميع مؤسساتها أصبحت سريعة العطب وتكشفت مسارات وانحرافات السياسة المتواطئة تحت غطاء قانوني مزيف منحها تنظيم كأس العالم 2022، ولكن أوشكت وظائفها ووسائلها الزمنية على الانتهاء، لأن العالم اليوم كشف نهاية مرحلة من الفضائح الجنائية على مسرح الأحداث استمرت لسنوات عديدة.