فهد بن جليد
مثلُ الكثيرين غيري شدَّني خبر وجود «فارسات سعوديات» يمتطينَّ الخيل في سوق عكاظ، ربما لم نتعود على وجود مثل هذه النشاطات الرياضية في الأماكن العامة التي يرتادها الناس، رغم وجود مدارس مُتخصصة ومنتشرة لتعليم النساء والفتيات ركوب الخيل مُنذ وقت مبكر في أكثر من مدينة سعودية، ما أذهلني عند الحديث مع «الفارسات السعوديات» على مضمار ميدان «فرسان عكاظ» هو أنَّهن يمثلن أكثر من 3 مناطق سعودية، وينتمين إلى شرائح مختلفة من المجتمع، والأهم أنَّ هناك قبولاً عائلياً ومجتمعياً لمُمارسة هذه الرياضة بالتفاعل الكبير على أساس أنَّ النساء قديماً كُنَّ يركبن الخيل وهنَّ اليوم يمارسن رياضة الدرجات وغيرها، بل إنَّ إحدى الفارسات من منطقة القصيم قالت لي «إنَّ والدها هو من علمها ركوب الخيل».
لذا لم يجد البطل الأولمبي فهد الجعيد وفريقه في الطائف أي صعوبة لاندماج الفارسات السعوديات بشكل سريع -8 أيام كانت كافية لإتقان الاستعراضات المطلوبة- ضمن فرسان عكاظ لينالوا بذلك قبول وإعجاب الجمهور، بل إنَّ هنَّ تفوقن على بعض الفرسان المُشاركين في الاستعراضات والمراحل، شعرتُ بالخجل عندما وقفت ممتطياً خيل الفارسة السعودية سما حسين -وأنا خائف من السقوط- بينما هي تمسك «الهوينة» برسن الخيل حتى أتمكن من الحديث للكاميرا، هنا تخيلت ما تشعر به المرأة التي تتعلم «قيادة السيارة» وأثر مُساعدتها من الآخرين.
موسم الطائف «مصيَّف العرب» أتاح فرصة كبيرة لزواره لمُشاهدة مثل هذه العروض النادرة، التي أتمنى أن تتكرَّر وأن تكون مشاركة الفارسات في سوق عكاظ، بطاقة تعريف لمزيد من المشاركات والاستعراضات التي سيحضرها الناس حتى لو لزم الأمر دفع «رسوم للدخول» فالسياحة صناعة، ومثل هذه العروض والرياضات عوامل جذب.
وعلى دروب الخير نلتقي.